خواطر في تربية الشعوب

  • 6/10/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عبد اللطيف الزبيدي هل كل اثنين في واحد أمر مقبول؟ شامبو وبلسم، عرفناهما وألفناهما. أمّا «دلّوعة» العتاة ودراكولا، فلا. إبليس يغري بخطيئة التطبيع ووحش مفترس، فتبّت اليدان. تلك هي «إسرائيل» ذات الوجهين المفتضحين. الدولة الغاصبة والدول التي تحميها قوى متجبرة، والقوة القاهرة وطأة وليست ميزاناً.الوجه المخجل للتطبيع هو أنه «يبرهن» على أن الشخصية العربية فاقدة الشخصية، لا ذاكرة لها ولا مسؤولية. معنى ذلك أنها تتصرف بالغريزة البدائية لا بالقيم.في السباسب، قوة المخالب والأنياب، هي التي تحدد الآكل والمأكول. الأمر مختلف في عالم القيم: الحق هو الذي يشخّص الظالم والمظلوم بصرف النظر عن القدرة التدميرية.القضية تربوية على صعيد الأوطان والشعوب والسيادة. من يقف إلى جانب الباطل مساعداً ومسانداً، بذريعة أنه الساحق الماحق، سيقول يوما: «أكلت يوم أكل الثور الأبيض»، يوم توهمت أن الحق بغير سلاح مهزوم لا محالة. هذا تفكير عضلات الغاب. هذه أسوأ تربية للشعوب وأجيالها، وبما أن الأمم لا يمكن أن تتفق على إصابة الحق بالإفلاس، فإنها حين يفور التنور تقلب المعادلات. أخطر الأخطار أن ينشأ جيل على أن كرامته وعزة وطنه وترابه السيادي تحددها القوى الخارجية. يكفي أن تسلّم بأن غيرك لا حق له في وطنه وتاريخه، لتسلم أنت نفسك بأن كل وجودك ريشه في مهب عواصف القوة.الأنكى هو «الثقافة» التي تنبني على التخلي عن الحق. تصبح القوانين مجرد أدوات افتراسية في قبضة القوة. عولمة قانون الغاب لا تسقط الحق بالتقادم. السيادة الترابية لا تقاس بالمساحة، قاحلة كانت أم متربعة على مناجم ثروات تريليونية. الشبر المربع كل ذرة فيه مجرة قيم تتوهج فيها شموس الحق، والحق لا يقاس بالخرائط. الحق ليس زائدة دودية اقتلاعها لا توابع له ولا زوابع. الحق في الروح وفي وجدان الشعوب. من تخلى اليوم عن مناصرة حق شعب اغتصبت أرضه، فقد سلم للقوة بأنه لا حق له غداً في أرضه. القيم لا تقبل التجزئة والانتقائية. لهذا يشكل القبول بالاعوجاج، بدعوى وطأة الظروف ومعطيات الواقع الأهوج، إفساداً لتربية الشعوب.طبياً، كيف ترجو السلامة إذا كنت تفتح أبواب جهاز المناعة أمام الفيروسات الفتاكة؟ النظام العربي فعلها متخلياً عن تقوية حصانته، ورافضاً الاستعانة بالمضادات الحيوية حين تكاثرت أعراض الانهيار الذي وراءه أغراض لنشر الأمراض. غباء عبارة «صفقة القرن» يوحي بأن هذا القرن إذا انتهى فقد انتهى التاريخ. الأوهام تنطح الصخر في النهاية.لزوم ما يلزم: النتيجة التربوية: أقوى الجيوش شعب يتربى على الحق. abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :