بيغ أيرون! | د. عبد العزيز حسين الصويغ

  • 9/9/2013
  • 00:00
  • 77
  • 0
  • 0
news-picture

نسمعُ كثيرا كلمة (تقدم) وكلمة (تخلف).. فما هى مقاييس التقدم؟! وما هى الشروط التى يجب توافرها حتى نصف هذا البلد أو ذاك بأنه (مُتقدم)؟! *** آخر وأحدث مقاييس التقدم وصيحاته سمعتها في أحد خطابات الرئيس المصري المعزول محمد مرسي؛ الذي انفرد بنظرية عبقرية جديدة (شوف إزاي؟!)، سبق فيها (بالطبع) غيره من السياسيين وأصحاب الرأي والفكر، وهي نظرية «بيغ أيرون» Big Iron، حيث أشار في خطابه لعمال الحديد والصلب في عيد العمال.. إلى أن مقياس التقدم في أي دولة يمكن أن يُقاس بحساب «كام كيلو صلب بيُنتج في البلد ديّت لكل فرد.. وكيلو الخام الحديد، مش الخام بتاع المناجم، لاء دا هوه «البيج ايرون» اللي طالع ده»..؟! *** هذه النظرية جاءت عَرَضَاً في خطاب الرئيس المعزول محمد مرسي، لكنه توصّل إليها -كما قال- من واقع اشتغاله في مجال الحديد والصلب، فمرسي، كما عرّف نفسه لعمال الحديد والصلب، هو «مهندس فلزّات».. وهو بذلك خبير تنمية. ومع خبير مثل هذا لا تحتاج البلدان خبراء في التنمية.. فمرسي خبير منه فيه؟! لكن كانت مصر محظوظة بأنه لم يتح للرجل الوقت الكافي لوضع خططه ونظرياته موضع التطبيق العملي، فمصر فيها ما يكفيها؟! *** كان مؤشر التقدم بالنسبة لمصر إذاً -من وجهة نظر مرسي- هو كمية الحديد بالنسبة للمواطن المصري الواحد. أما في دولة الصومال الشقيقة فقد تجلَّى مؤشر التقدم والتعافي فيها أخيراً في تسلم رسالة بريدية في حينها بعد زمن طويل من توقف الخدمات البريدية العادية في الدولة! فلقد تسلم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمد أول بطاقة بريدية دولية بعد مضي أكثر من 23 عامًا من الانقطاع البريدي عن الصومال، حيث قام كل من بشار حسين مدير عام الاتحاد العالمي للبريد والوزير الصومالي عبدالله موجي حرسي والرئيس التنفيذي لمجموعة بريد الإمارات بالوكالة فهد الحوسني بكتابة بطاقات بريدية للرئيس الصومالي، تسلمها الرجل أمام أجهزة الإعلام العالمية. *** يقول الشاعر: على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وبالنسبة للصومال التي أكلت فيها الحرب الأهلية الأخضر واليابس، فإن حلم أبناء الصومال هو الأمن أولاً. فالأمن في الصومال معدوم تماماً لا حكومة ولا شرطة ولا جيش ولا وزارات!! سلب ونهب وسرقات وقتل ومجرمون وعصابات وقطّاع طرق!! السلاح في كل مكان، والوضع العام أشبه بالغابة يتحقق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم عن آخر الزمان «لا يدري القاتل لما قَتَل ولا المقتول لما قُتل»؟ لذا فقياساً على كل هذه الظروف فإن وصول رسالة بريدية من «مكان ما» في العالم إلى صاحبها في الصومال هو إنجاز كبير في حد ذاته يستوجب الاحتفالية. *** وهكذا فبينما كان «البيغ أيرون» هو مقياس التقدم في مصر.. فإن الـ»بيغ ماسيج» Big Massage يمكن اعتباره المقياس الذي يمكن أن تُقاس عليه حالة الأمن والاستقرار في الصومال. فإذا كنت مواطنا صومالياً ووصلتك رسالة إلى عنوانك فإن هذا إنجاز يجب أن تحمد الله والحكومة عليه. فهذه بلا شك بداية لسيادة الأمن والأمان بعد حرب طاحنة ذهب فيها المال والولد!! * نافذة صغيرة: (يجب العمل لعشرين عاماً حتى يصل الصوماليون إلى مرحلة إعادة الأمل بما يُسمَّى بالنّظام، وحتى يروا أنّ مقاييس التسعينيات لم تعد تناسب واقع 2010، وأنّ المعجزات لن تأتي، وعلى الجميع العمل من أجل الاستقرار، وليس الحلّ أن يقفوا مكتوفي الأيدي، يراقبون ما تفعله الحكومات التي يحاربها أبناؤهم ثم يقولون: حكومة فاشلة وضعيفة!!).. مدوّنة من شؤوننا وشجوننا. nafezah@yahoo.com nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :