صلاحُ أَمرِنا | د. دانية آل غالب

  • 9/6/2013
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

عند الحديث عن الأدب والذوق لا أعرف من أين أبدأ، وكيف أنتهي.. فنحن نعيش أزمة في الآداب العامة والذوق العام!! وأقصد بالذوق هو كل ما يُستحسن أو يُستَقبح دينًا وفطرةً من الأفعال والسلوك والأخلاق.. هذا الذوق الذي غاب عند البعض في السوق، وفي قيادتهم للسيارة، وفي تعاملهم مع البيئة في المنتزهات والشواطئ.. وفي تعامل الصغار مع الكبار.. وعلى الرغم من أن ديننا ورسالة نبيّنا المصطفى صلّى الله عليه وسلّم جاءا لتأصيل مكارم الأخلاق ونبذ السيئ منها، وعلى الرغم من صور الثناء في القرآن على الشيم الطيبة ومكارم الأخلاق التي كان يتحلى بها الأنبياء والصالحون.. وعلى الرغم من أن النبي صلّى الله عليه وسلّم بيّن لنا أن خير عبادة يتقرّب بها المرء إلى ربه هي حسن الخلق، إذ قال صلى اللّه عليه وسلم: (إن أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحسنكم أخلاقًا).. وقال: (أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى الله وحسن الخلق).. وأكد صلى الله عليه وسلم بقوله: «إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم». رغم كلّ هذا.. نجد أن البعض جعل حسن الخلق ترفًا لا يستطيعه إلاَّ الخاصة..!! وتجد الكثيرين لا يُصنّفون الخلق من العبادات. فيذكرون من العبادات: الصلاة والصيام والعمرة والحج.. لكن الأدب والأخلاق لا.. فهي في تصنيفهم شيء ثانٍ! بينما العناية الواضحة بهذه الأخلاق والآداب كانت -ولاتزال- أبرز دليل على أنها بعد الإيمان من أهمّ أسباب رفع منزلة المسلم عند ربه، ولم يكن الشاعر مبالغًا عندما قصر نهضة الأمم وازدهارها وقوتها على الأخلاق، ومنظومة القيم التي ترتكز عليها الأمة في أفرادها، إذ قال: وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا فالحضارات تُقاس بالأخلاق والقيم والشعوب، إما أن ترفعهم أخلاقهم عاليًا، أو تهوي بهم في الأسفلين، ولذلك قيل: وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا إننا اليوم أينما توجّهنا صدمتنا صور عديدة لسوء الخلق، وانعدام الذوق العام لدى البعض، حتى صار الأمر لدى هؤلاء طبيعيًّا لا سوء فيه.. وحين يقابلنا موقف أو شخص فيه حسن خلق عددناه نادرة الزمن!! ويكفي أن الكثيرين أصبحوا يستثقلون قيادة سياراتهم اليوم بسبب كثرة انفعالاتهم وتوتر أعصابهم جرّاء ذلك الذي يميل من اليمين أو الشمال، أو الذي يفاجئ بالانعطاف بلا إشارة. إننا نسير في الشوارع فنرى مشاهد يفزع منها القلب، طابعها الجنون والاستهتار، وكأننا نشاهد فيلمًا أو إحدى مغامرات سباقات ألعاب السوني، والبلاي ستيشن!! وغير ذلك من مشاهد التخريب والعبث التي نجدها في التعامل مع المرافق العامة. فنجد البعض لا يستهويه الرسم والخربشة إلاّ على الجدران. فيقوم بتشويهها باستهتار وانعدام ذوق وأدب!! أو يعبث في الأماكن العامة فيخرّبها ويتلذّذ بهذا!! حتى في المساجد تجد بعض المصلين يترك قارورة أو عبوة الماء دون أن يكلف نفسه إخراجها معه، أو رميها في الصندوق المخصص، أو يترك مناديل الورق!! ألا يدل هذا على قصور في فهم هذا المبدأ الإسلامي، وقصور في تطبيقه؟ ألا يدل هذا على الإهمال في مراقبة الأبناء والإهمال في تربيتهم على الأدب وسلوكه وخلقه؟ لن ينهض مجتمعنا بشباب طائش منفلت، ولن ينفعها كهل أضاع الأدب واستهتر بالذوق العام.. إن أساس النهضة خلق قويم وسلوك رشيد متزن. صَـلاحُ أَمْـرِكَ لِلأَخْـلاقِ مَرْجِعُـهُ فَقَـوِّمِ النَّفْـسَ بِالأَخْـلاقِ تَسْتَقِـمِ alshaden@live.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (46) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :