علم اللون | د. دانية آل غالب

  • 10/11/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تصلني الكثير من الرسائل التي تسألني عن الألوان وتأثيرها في حياتنا. وتستفسر عن حقيقة التداوي بالألوان والعلاج بها، هذا النوع من العلاج الذي أكّده العلم الحديث بعد بحثه في تطبيقات العلوم القديمة؛ التي بلغت أوجها في الحضارات السابقة، واستحدثها في دراساتٍ وأبحاثٍ. مؤكدًا أن للألوان تأثيرًا في الصحة والمرض، ينعكس عضويًّا ونفسيًّا. وقد يظن البعض أن هذا الكلام فيه شيء من المبالغة، لكن التطبيقات الواقعية أكّدت تأثير الألوان على الإنسان صحةً ومرضًا. لذا أجد أنه بات لزامًا عليَّ -كمتخصصة في هذا العلم- أن أؤكد أن هناك الكثير من المعلومات غير الصحيحة منتشرة في بعض المنتديات على (الإنترنت)، أو بعض الكتب التي تناولت الألوان بسطحية شديدة. كما أن هذه العلوم تواجه العديد من المشكلات.. التي منها: تطفّل الدخلاء من غير أهل الاختصاص عليها، وهجوم الكثيرين عليها، وإن كنا نسلّم بحقيقة أن أي جديد على الإنسان -ومنذ بدء التاريخ- واجه العديد من الانتقادات، والكثير من الحروب والرفض؛ حتى أثبت صحته وقوته بالتجربة والبرهان.. فالمشكلة ليست في أن يواجه العلم انتقادًا، بل أن يواجه الجهل!! فأن تنتقد شيئًا فهذا يعني أنك اطلعت عليه، وتعرّفت على سلبياته وإيجابياته، وجرّبته وخبرته. أي أن النقد لا يأتي إلاّ بعد علم.. لكن المشكلة أن هذه العلوم تواجه هجومًا من قبل الجهلاء بها، الذين يشعرون بالنقص والدونية بجهلهم، فلا يجدون سبيلًا لإخفاء هذا النقص؛ سوى إلصاق التهم بالعلم والمجتهدين فيه. إن مجتمعاتنا العربية متعبة منهكة لا تقوى على متابعة المسير في التقدّم بشكلٍ سويٍّ صحيحٍ يواكب الطموح؛ لأنها متنازعة بين تيار جامد الفكر والوعي.. لا يستند على أي منطق.. ولا يستطيع أن يناظرك بحجج وأدلة.. وبين تيار آخر يعلم أن الدِّين، وعمارة الأرض، ومسؤولية الإنسان تقتضي أن يأخذ بالعلوم والمعارف، وينطلق نحو الآفاق التي يستطيع أن يرى فيها آيات الله التي قال عنها جل وعلا: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم). هناك عقول كثيرة في مجتمعنا نشطة إلى أبعد الحدود. تُحب العلم والمعرفة، وتبذل الغالي والزهيد من أجل أن يُـفتح أمامها درب جديد للمعرفة والعلم، والانفتاح العقلي والفكري. ولا سيّما مع توجّه البلاد وقائدها -ذي البصيرة المتّقدة ذكاءً وبُعد نظر- ملكنا -أطال الله عمره، وسدد خطاه- الذي جعل بناء الإنسان بالعلم والمعرفة أهم خططه الإستراتيجية. ومهما كان الموقف من العلوم التي يظنها البعض حديثة، وما هي إلاَّ قديمة أصيلة، أثبتت نجاحًا وأتتنا مرتدية ثوب العصر. يبقى عامل الزمن والتجربة هما الفيصل، الذي يتضح به صدق هذه العلوم وصحتها. أمّا التسرّع في الحكم والحكم بجهل، فلا يقودان إلاّ لأحكام خاطئة، وفشل في التقدير. ويبقى القول الفصل (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون). وقد يظن البعض أن هذا النوع من العلاج أو ذاك يتعارض مع ما ألفوه من أساليب العلاج التي يطبّقها الطب التقليدي الحديث (الطب الدوائي والجراحي)، وهذا ليس صحيحًا.. فجميع أساليب العلاج مسخّرة لخدمة الإنسان. لكن ما ينقصنا هو تصحيح مفهوم الطب والعلاج.. ليصبح الهدف هو شفاء حياة، وليس علاجًا لعارض فقط.! alshaden@live.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (46) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :