حوارك مع ذاتك | د. دانية آل غالب

  • 9/21/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

(تبرمج) كلّ منا منذ الصغر على أن يتصرّف بطريقة معينة. ومعظمنا -إن لم نقل كلنا- (تبرمجنا) بطريقة سلبية جعلتنا اليوم سجناء أفكار ومعتقدات حرمتنا الحصول على أشياء كثيرة في هذه الحياة. وقد تمت برمجتنا السلبية من خلال الأسرة والمدرسة والأصدقاء وما نردّده نحن لأنفسنا. فأحيانًا كثيرة نلقي باللوم على الآخرين أنهم غرسوا فينا قناعات وأفكارًا جعلتنا سلبيين عاجزين. ونسرف في هذا اللوم والتأنيب، وننسى أننا أيضًا نقوم ببرمجة أنفسنا دون أن نشعر من خلال أحاديثنا إلى ذواتنا. فهل حدث أن تحدّثت مع نفسك بصوت مرتفع وأنت تفكّر أو تسير فتجد نفسك تسب وتتسخّط على أمر ما لا يروق لك في الطريق أو الناس أو العمل؟! هل حدث أن دار بينك وبين شخص جدال عنيف وبعد أن انتهى الجدال ورحل الشخص وتركك مع ذاتك أخذت تستعيد في ذهنك حواركما وجدالكما مرة أخرى، وشرعت تبدّل الكلمات والمفردات مكان الأخرى قائلاً لذاتك: لماذا لم أقل كذا وكذا؟ هل حدث أن شاهدت أحدهم يحرز بطولة.. أو حضرت محاضرة فقلت لنفسك: أنا لا أستطيع أن أفعل مثل هذا، أو أخطب كهذا المحاضر. أو لا أستطيع أن أقف أمام هذا الجمع الكبير من الناس. كل تلك الأحاديث الموجّهة للنفس تكسب الإنسان برمجه سلبية تجرّه إلى نتائج سيئة وواقع عاجز. قد نكون تلقّينا برمجة سلبية من الآخرين، ولم نستطع أن نقاومها أو نصدّها. لكن أن تتآمر نفسنا ضدنا وتبرمجنا بطريقة سلبية فهذا أمر غير مقبول. ويمكننا أن نصّده بل أن نستثمره لصالحنا. فنحن في استطاعتنا في كل لحظة تغيير حياتنا ومستقبلنا بإعادة برمجة حاضرنا. وهذا كلام يؤكده لنا علماء الهندسة النفسية، ويمكننا ذلك بمراقبة حواراتنا مع أنفسنا ونداءاتنا الداخلية التي تحدث داخل ذواتنا. فالعقل الباطن يستقبل المعلومات ويخزّنها دون أن يفرّق بين ما هو حقيقي وما هو خيال. فهو يُخزن المعلومة ويقوم بتكرارها واستدعائها، فحين يقول المرء لنفسه: (أنا خجول أو أنا عصبي. أو أنا لا أستطيع ترك التدخين)، فإن العقل الباطن يُرسّخ الرسالة ويحتفظ بها بداخله في كل موقف مشابه أو مرتبط بها. لذا فإننا حينما نقول لأنفسنا رسائل إيجابية ونكرّرها فإن العقل يحتفظ بها ويستدعيها. كثيرون هم الذين يحرصون على الكشف الدوري على صحتهم البدنية لدى الأطباء بإجراء الفحوصات والتحاليل. وكثيرون هم الذين يحرصون على زيارات منتظمة لصالون التجميل لتنظيف البشرة. وكثيرون هم من يرتادون صالات رياضية. وقليلون جدًّا من يهتمون بإزالة الأفكار الخاطئة من تفكيرهم وفحص عقولهم لعلاجها من أي أفكار سلبية وتنظيف نفوسهم من أي مشاعر سيئة. إن جمالنا في عقول نزرعها بأفكار جميلة مشرقة، وإن حياتنا وفشلنا ليس دائمًا من صنع الآخرين بما يقولونه لنا. بل بما نقوله لأنفسنا. alshaden@live.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (46) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :