الأرض اليباب | د. عبد العزيز حسين الصويغ

  • 12/21/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يقال إن الرئيس السوري بشار الأسد هدد رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري -رحمه الله- الذي كان يعترض وقتها على التجديد للرئيس اللبناني إميل لحود لثلاث سنوات إضافية خروجًا على ما ينص عليه الدستور اللبناني الذي لا يسمح إلا بفترة رئاسية واحدة مدتها ست سنوات، قائلاً: "لحود هو أنا، وإن أردت إخراجي من لبنان فسأُدمِّر لبنان". *** موقف رفيق الحريري كلّفه حياته، فقد كان رفضه للوجود السوري في لبنان بمثابة تحدي لرأس النظام السوري، والرمي بنصيحة الأسد في سلة المهملات، لكن هذا الموقف قاد إلى تصاعد حدة المعارضة الدولية والمحلية في أعقاب اغتيال الحريري أجبرت سوريا على سحب 14 ألف جندي تابع لها وجميع رجال المخابرات من الأراضي اللبنانية.. والانسحاب الكامل فيما بعد. *** إلا أن انتقام الأسد لم يقتصر على الاقتصاص من رئيس وزراء لبنان السابق وحده، فقد ظل شبح سوريا يطارد لبنان حتى بعد انسحاب آخر قواتها، حيث أُخرست أصوات عدد من أجرأ منتقدي سوريا المنتمين إلى حركة 14 آذار والتي عُرفت بـ"انتفاضة الاستقلال"، عن طريق اغتيالات عنيفة كان جليًا أن الغرض منها إرهاب من بقي على قيد الحياة من أعضاء الحركة، فعلى مدار العامين التاليين، لقي ثمانية أشخاص معارضين لسوريا حتفهم في انفجارات سيارات أو هجوم بالأسلحة النارية، بينهم أربعة من أعضاء البرلمان، ورأى الكثيرون أن هذه الاغتيالات الوحشية التي كان ينكرها النظام السوري هي شكل من أشكال الانتقام الذي مارسه الأسد ضد معارضي وجوده في لبنان. *** هذا الانتقام العنيف يُظهر مدى وحشية بشار الأسد ونظامه، الذي يذهب في انتقامه ممن يخالفهم أو يقف في طريق خططهم سواء في سوريا أو خارجها، لذا لم يكن غريبًا لمن هدد بأنه سيُدمِّر لبنان إذا تم إخراجه منها، أن يزمع إلى تدمير سوريا، بعد أن أعلن السوريون الخروج عن حكم الأسد الدموي، ليلاقي الشعب السورى القتل والتدمير ردًا على مطالبتهم بالحرية والانفكاك من نظام لا يُعطي أي اعتبار لقيمة الأرض ولا العرض ولا الإنسان.. ويُصر أن يمضي في الحكم حتى لو على جثث السوريين جميعًا.. وأن يحكم سوريا حتى ولو حوّلها إلى يباب!! * نافذة صغيرة: (تعال إلى ظل هذه الصخرة الحمراء فأريك شيئًا يختلف عن ظلّك في الصباح يخبّ وراءك أو ظلّك في المساء ينهض كي يلاقيك لسوف أريك الخوف في حفنة تراب). الشاعر الأمريكي ت. س. أليوت nafezah@yahoo.com

مشاركة :