كلنا يعلم أن النظام السائد في البلاد نظام دستوري وأحد مصادره الشريعة الإسلامية. فالشريعة الإسلامية أصّلت ورسّخت المساواة بين بني البشر ولا فرق بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح، والدستور يتوافق مع الشريعة الإسلامية بالمادة (29) بإقرار المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، ولا فرق بين غني وفقير، ولا بين سكان محافظة عن الأخرى، ولا بين عائلي وقبلي إلا بالولاء والانتماء لهذه الأرض الطيبة التي جمعت أهل الكويت النازحين من مئات السنين على الوحدة واللحمة والألفة والمحبة، فلماذا البعض يستميت ليؤصل ويرسخ مبدأ فرق تسد بين المواطنين وإشعال نيران التفرقة بين مكونات المجتمع؟! بنشر كلام ما أنزل الله به من سلطان... ناس «هيلق»، «خربوا علينا البلدة الفلانية، خربوا السفر علينا، قبل عشرين سنة ما كنّا نشوف الهيلق في الدولة الفلانية... ووووو»؛ من يؤمن بهذا الكلام ويروج له بين الكويتيين، إما أن يكون جاهلا بتاريخ الكويت وأهلها، أو مصابا بمرض الكِبر وتعظيم الذات، واحتقار الآخرين.أصبح الترف والسفر نقمة على بني البشر، وانعكاسه سلبيا على مكونات المجتمع، واستُغلت هذه النقمة من مرضى النفوس بإشاعة ونشر ثقافة التفرقة وصدع الوحدة الوطنية. لذا لا بد أن تكون هناك سياسات حازمة صارمة ورادعة اتجاه من يثير التفرقة أو يحرض عليها، ولا بد من نشر ثقافة التقارب بين مكونات وطبقات المجتمع ونبذ الطرح الجاهلي الذي يحرض على استصغار وإلغاء الآخر من الساحة، واستبداله بطرح عقلاني موضوعي محايد يبلور ثقافة التعايش والتكاتف بين أبناء المجتمع داخل وخارج الكويت، حتى لا يتفكك الكويتيون ويتمزق النسيج الوطني، لبلد صغير عاش وسيظل يعيش في سلم وسلام.m.alwohib@gmail.commona_alwohaib@
مشاركة :