بعد المسيرة الدراسية يبحث كل فرد عن الفرصة الوظيفية التي تحقق طموحه و تلائم مؤهله وبطبيعة الحال الفُرص المتاحة غالبًا نجدها ضيقة وقبل فوات الأوان يلجأ البعض للإلتحاق بالوظيفة المطروحة حاليًا ويُبلى فيها بلاءً حسنًا ويجتهد فيها خوفًا من فقدها أو فقد الزملاء الجُدد فيها ولكن إلى متى؟ تمضى السنوات و أنت مُنهمك في عملك مُجد فيه تقضي ليلك بالتفكير فيما تفعلهُ غدًا و نهارك فيما يجب أن يكون ولا تزال في نفس الوظيفة؛ بل وبنفس المُسمى الوظيفي سنوات عدّة ماذا عن طموحك الذي آمنت بهِ سنوات؟ ماذا عن تخصصك الذي نسيت جزءً كبيرًا منه؟ .. كم واجهنا من الموظفين شكّلت لهم الوظيفة عائق بينهم وبين إكمال شغفهم سواء إلتحاقهم بالدراسات العليا أو الوظيفة المرموقة التي طالما رغِبوا بها يعترف أحدهم أنه يحقق دخلًا جيداً بوظيفته، لكنه ليس سعيداً رغم ذلك “راتبي الذي أتقاضاه يحلم به الكثير، وبفضله استطعت تأسيس أسرة وبيت كبير واسع، لكني لا أشعر بالسعادة، وما أزال أحس وكأني أخون نفسي”. فلم تكُن الوظيفة جسرًا مُمهدًا لتحقيق الحلم المنتظر بل سرقت منهم جهدُهم وعمرهم حتى أصبحت قضاء وقت وانتظار راتب نهاية الشهر حتى وصل الحال إلى أن يخجل آخرون من تدوين (المسمى الوظيفي) في سيرتهِ الذاتية لأنها لا ترفع من كفاءته ولا تزيد من فُرص المنافسة للحصول على الوظيفة المرغوبة الاستغراق الوظيفي الذي تمثله داخل تلك المؤسسة سُرعان ما يتضاءل إذا كُنت ممن يُفكر بالوصول لشغفه و يعمل على تأجيله بشكلٍ مستمر لذا يجب أن تتحلى بالعدالة الذاتية التي من خلالها تستطيع تحقيق ذاتك وتنمية مستواك المهني بتنظيم وقتك بألاّ تُسخّره كاملًا لعملك، و تغفل عن الجزء الأهم من يومك في اكتساب المزيد من المهارات التي قد تنفعك في عملية العثور على فُرص أفضل. الرسالة: لا تسرقك وظيفتك بعيدًا عن تخصصك، تذكر أنك قطعت عهدًا على نفسك بتحقيق طموحك.
مشاركة :