جديد عالم الاجتماع السويسري والناشط السياسي المدافع عن العالم الثالث جان زيغلر كتاب بعنوان "الرأسمالية كما شرحتها لابنتي" مع عنوان فرعي (على أمل أن ترى نهايتها)، ينطلق فيه من توصيف لهيمنة الرأسمالية على العالم، وتحدي الشركات العابرة للقارات الدول والمؤسسات العالمية، ودوسها الصالح العام، وتحويل منتجاتها حيثما تشاء لكسب الأرباح، وعدم تورعها عن تسخير الأطفال واستعبادهم في بلدان العالم الثالث، ليستخلص أن أكثر من مليار نسمة في العالم يسحقهم البؤس بسبب هيمنة هذه الرأسمالية المعولمة، وأن الفوارق تستفحل، والكوكب يزداد فقرا، والإحباط يغزو الشعوب، والارتداد الهووي يتضاعف تحت سلطة دكتاتورية السوق. من خلال حوار بينه وبين ابنته، يسعى جان زيغلر، الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس للهيئة الاستشارية بمجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة، إلى تقديم مقترحات تقطع مع تلك المنظومة وتغولها على العالم. وعندما انتفض بعض العرب، أمسى كل شيء في السياسة "لا يتحدد إلا بمسافته من الدين في تقاذف قصيّ بين الاحتضان المذهبي والرفض الأيديولوجي، وبات الخطاب حول السياسة والدين لا يُصاغ إلا من خلال إحدى الدائرتين: إما دائرة الدين وإما دائرة السياسة، وغدا كالمتعذر أن يُصاغ خطابٌ ويُصغى إليه من خارج الدائرتين بمرجعية فكرية خالصة". نصف قرن من صداقة عالمة جمعت الرجلين نصف قرن من صداقة عالمة جمعت الرجلين مراسلات ليفي ستروس وجاكبسون "مراسلات. 1942-1982" عنوان كتاب يضم الرسائل المتبادلة بين عالم اللسانيات الروسي رومان جاكبسون (1896-1982)، وعالم الاجتماع والأنثروبولوجيا الفرنسي كلود ليفي ستروس (1908-2009)، يُفتتح بالإبدالية (أي تبديل مواقع الحروف الأولى في كلمتين أو أكثر بقصد التورية أو الدعابة) ويُختتم بألوان حركات المصوّت، ويسجل نصف قرن من صداقة عالمة جمعت الرجلين ولم يقطعها غير الموت، واتسمت بتناول شتى المواضيع من الشعر واللغات والأساطير إلى الرياضيات والملاحم القروسطيىة تناولا يعكس ميل عملاقي العلوم الاجتماعية في القرن العشرين إلى التوسط بين تجريدية العلم والتجربة الحسية، لتلتقي النظرية بالمحسوس في حوارهما مثلما التقت في أعمالهما، مع التأكيد على ضرورة التوفيق بين معنى التنوع والبحث عما لا يقبل التنوع، وعدم وضع الشغف بالمفرد والمختلف والفريد في مواجهة الحرص على الأشكال الكونية. حرب تشرشل المنسية يستعرض الباحث الهولندي مارتن بوسنبروك في كتابه "الذهب والإمبراطورية والدم" حرب البوير الثانية (1899-1902) بين البوير والإنكليز عندما حاولت الحكومة البريطانية توحيد مستعمراتها في جنوب أفريقيا. تلك الحرب التي اندلعت في ظرف اتسم بالتهافت على الذهب والألماس كانت فريدة لعدة اعتبارات، فهي أصل الأبرتايد، وضعت وجها لوجه الإمبراطورية البريطانية العتيدة وجمهوريتين صغيرتين من البوير (وهم من أصول هولندية مسيحية استوطنوا جنوب إفريقيا)، كانت المواجهة فيها غير متكافئة، ما جعلها تتحول إلى حرب عصابات، قاومها الإنكليز باستعمال الغازات، وتجويع الأهالي، ونشر الرعب بين المدنيين، وإقامة معتقلات، وإبعاد السكان عن منابتهم. في هذا الكتاب يركز بوسمبروك المتخصص في التاريخ الاستعماري على ثلاثة أشخاص كان لهم دور كبير في هذا النزاع الذي استهل مآسي القرن العشرين، وهم الدبلوماسي الهولندي وليم لايدس الذي كان في خدمة جمهورية البيض في ترانسفال، وجندي بوير شاب يدعى دنيس رايتز، ومراسل حربي بريطاني هو ونستون تشرشل، ويرسم مسيرتهم في أسلوب أدبي وسرد ملحمي.
مشاركة :