زوكربرغ والرأسمالية المراقِبة بين رف الكتب

  • 5/10/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فيسبوك أضخم شبكة تواصل اجتماعي في العالم، يتجاور فيها نحو مليارين ونصف من المنخرطين، وهي مجموعة لم يشهد لها تاريخ البشرية مثيلا، حيث تتعدد فيها اللغات والثقافات وتختلط مجالاتها المطروقة اختلاطا عجيبا. ولكن ما لا يعرفه المتهافتون عليه أن هذه الشبكة التي يديرها أكثر من ثلاثين ألف موظف موزعين عبر العالم، منجم من المعطيات لا يقدّر عمقه ومحتواه، ما انفك يكدس معاملات مالية قاربت رسملتها في السوق نصف بليار دولار العام الماضي. عن هذا النموذج الاقتصادي الذي يقوم ببساطة على بيع معطيات المستخدمين لشركات الإشهار والمؤسسات التجارية، يتحدث جولين لوبوفي كتاب "في رأس مارك زوكربرغ"، ويحلل المخاطر التي قد تنجر عن تبرّع المستخدمين بمعطياتهم الشخصية، مخاطر ليس أقلها استعمالها لتوجيه رغبات الناخبين. ويمضي في رصد شخصية زوكربرغ، أصغر ملياردير في العالم، ومحاولة تحليل ما أسماه "الرأسمالية المراقِبة"، معربا عن خشيته بأن يكون ذلك الشاب الأميركي قد ابتدع وحشا يعسر التحكم فيه. ليفيناس المجدّد تجديد الفلسفة تجديد الفلسفة بعد "فلسفة السلك السياسي" و"إيثيقا الاعتبار"، صدر كتاب جديد لكورين بيلّوشون، أستاذة الفلسفة بجامعة غوستاف إيفل عنوانه "لكي نفهم ليفيناس". ما من شك أن إمانويلليفيناس جدد الفلسفة في العمق، سواء من جهة تحديده الذاتية من خلال المسؤولية، والضلوع السياسي لذلك المفهوم، أو من جهة تركيزه على الجسدية بوصفها هشة أو متصلة بفينومينولوجيا العيش على الأغذية. وقد تولّد الكتاب عقب ملتقى ساهمت فيه بيلّوشون، والتقت بطلبة الفلسفة وبأطباء وممرضين، قدّمت لهم مفاتيح لفهم أعمال ليفيناس، وتجربته الفكرية، وبينت كيف استوحت منه أعمالها، التي تواصل فرضياته وتناقشها أحيانا، مؤكدة على راهنية هذا الفيلسوف، حتى عندما نتحدث عن مواضيع لم يخض فيها كثيرا كالطب، والإيكولوجيا، والعلاقة بالحيوان. الفردوس الأرضي والملكوت منذ أكثر من ألفي عام، شكل الفردوس الأرضي، أي الجنّات التي غرسها الله في عدن، براديغم العالم الغربي لكل سعادة ممكنة على سطح الأرض، رغم أن هذا المكان كان أيضا في البداية هو الذي طردت إليه الطبيعة الإنسانية إلى الأبد، بعداقترافها المحظور. فمن ناحية، كل أحلام البشر الثورية يمكن أن ينظر إليها كمحاولة دؤوب للعودة إلى عدن، في تحدّ للحراس الذي يمنعون الدخول إليها، ومن ناحية أخرى تظل الحديقة نوعا من الصدمة الأولية التي تحكم على كل بحث عن السعادة الأرضية بالفشل. من خلال نقد صارم للمذهب الأوغستيني حول خطيئة البدء وإعادة قراءة لفردوس دانتي، لا ينظر الفيلسوف الإيطالي جورجو أغامبين في كتاب "المملكة والحديقة" كماض مفقود أو مستقبل قادم، بل كصورة لا تزال حاضرة عن الطبيعة البشرية والموطن المناسب للبشر على الأرض. ويرى أن ثمة براديغما سياسياميزّ المملكة الألفية هو الذي قدم نموذجا لشتى الطوباويات. إن كانت المملكة وحدها هي التي تفضي إلى الحديقة، فإن الحديقة هي وحدها التي تجعل المملكة موضعا للتفكير.

مشاركة :