* إشكالية عدد من فوضى السلوك تعود إلى أكثر من سبب.. غير أن غياب النظام.. هو أحد أهم الأسباب.. ولهذا قيلت أمثلة شعبية كثيرة في هذا المعنى "المال السايب يعلّم السرقة" "إذا غاب القط العب يا فار" وهكذا.. * غير أني أزعم أن المسألة هي.. في كثير من الأحيان.. ليست فقط غياب النظام بمعنى عدم وجود أنظمة مُشرعة لكن الغياب إنما هو في التطبيق.. فكثير من تفاصيل حياتنا يوجد لها أنظمة واضحة ومحددة ومعتمدة لكنها وعلى أرض الواقع لا تطبق بروحها ونصوصها.. من ذلك نظام المرور فأنا أجزم بأنه يوجد لدينا نظام مروري رائع.. لكنه على الورق فقط.. أما في التطبيق الحياتي المعاش فحسب المزاج والأزمنة.. * لمجرد التأكيد بمثال.. السرعة محددة في أكثر من مكان وساهر وُجد لمراقبة المتجاوزين وقد نجح إلى حد كبير في أماكن تواجده لكن هل واقع الحال.. يؤكد أم ينفي.. سيادة التزام السائقين بالسرعة القانونية؟ * ما رسخ في الذهنية المجتمعية هو بكل أسف عقلية الاستعجال.. فالكل مسرع لأنه مستعجل والكل "يطير" بسيارته لأنه مستعجل مع أن التدقيق يبيّن أنه أبطأ من السلحفاة في تسيير حياته * هكذا عقلية أجبرت إدارات المرور على زيادة سرعات طرقات وشوارع عدة بحجة إما أنها خط سريع كطريق الملك في جدة.. الذي تصل سرعته إلى (100) كم في الساعة أو أنه شارع ممتد وفسيح كشارع عبدالله السليمان أمام بوابات جامعة الملك عبدالعزيز الذي تصل سرعته إلى (90) كم في الساعة.. * الحوادث نتيجة لهذه السرعات عالية ومتزايدة وهو ما يدعوني إلى مطالبة إدارات المرور بإعادة النظر وتقدير حقيقي مع فلسفة حياتية لكيفية ضبط الحركة المرورية وتغيير عقلية الاستعجال لدى السائقين وهذا يستدعي فرض صارم للنظام بوجود دوريات ميدانية فاعلة وليست متفرجة كحال معظمها الآن وتوعية يومية وعلى مدار الساعة فنحن بحق في حاجة ماسة إلى هدوء ونظام يسود كل أحيائنا.. وطرقاتنا.. وشوارعنا وفي ذلك تهذيب مروري رفيع للمجتمع في تكويناته المجتمعية والفردية وتقليل من نسب حوادث أصبحت هاجساً يقض المضاجع. aalorabi@hotmail.com
مشاركة :