طرق جديدة لقياس الفقر .. والرؤية المستقبلية «1من 2»

  • 10/31/2018
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

تكشف الجهود الرامية إلى إنهاء الفقر المدقع عن ازدواجية متنامية. فمن ناحية، يواصل الفقر المدقع تشبثه بعناد في مناطق معينة من العالم، بينما أصبح في مناطق أخرى ضئيلا للغاية إن لم يكن قد تلاشى. يعيش أقل من 3 في المائة من السكان في نحو نصف بلدان العالم على أقل من 1.9 دولار في اليوم، لكن هذا لا يعني أن النضال من أجل استئصال الفقر قد انتهى في هذه البلدان. وإدراكا لهذا التباين، يوسع تقرير البنك الدولي "الفقر والرخاء المشترك 2018.. تجميع أجزاء اللغز" فهمنا للفقر، فهو يطرح أدوات وإجراءات جديدة ستساعد البلدان المعنية على تحسين استهداف الفقراء، وتنفيذ السياسات المناسبة لبناء رأس المال البشري، والارتقاء بمستويات المعيشة. في الفترة بين عامي 1990 و2015، خرج أكثر من مليار شخص من هوة الفقر المدقع، وأصبح معدل الفقر العالمي الآن عند أقل مستوياته المسجلة في التاريخ. وفي عام 1990، كان ما يقرب من 36 في المائة من سكان العالم يعيشون على أقل من 1.9 دولار في اليوم، بيد أن هذا العدد تقلص إلى 10 في المائة بحلول عام 2015. وتظهر التوقعات الأولية لعام 2018 أن الفقر المدقع في العالم تقلص أكثر إلى 8.6 في المائة، متجاوزا بعامين الهدف المرحلي المحدد عند 9 في المائة بحلول عام 2020. يعود كثير من هذا الانخفاض إلى النمو المذهل في آسيا، ولا سيما الصين والهند. ورغم استمرار تراجع الفقر العالمي، هناك علامات مزعجة تنجلي مع انخفاض وتيرة التراجع. إذا استمر هذا الاتجاه، فقد يهدد هدف إنهاء الفقر المدقع بحلول عام 2030. هذا لأن الفقر بات أكثر تمترسا في جيوب معينة من العالم، خاصة في إفريقيا جنوب الصحراء والبلدان المتأثرة بالصراعات. فالعدد الإجمالي للفقراء في إفريقيا جنوب الصحراء في تزايد مطرد. ففي عام 2015، كان عدد من يعيشون في فقر مدقع في تلك المنطقة يزيد على إجمالي عددهم في العالم كله. وتتنبأ التوقعات أنه بحلول عام 2030، يتوقع أن ما يقرب من تسعة من بين كل عشرة أشخاص فقراء سيعيشون في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وسيبقى الفقر في خانة الرقمين. ومن جهتها، علقت كارولينا سانشيز بارامو، المدير الأول لقطاع الممارسات العالمية للفقر والإنصاف في البنك الدولي، "على قدر ما تثيره قصة تخفيض معدلات الفقر من إعجاب، فإننا لا نستطيع أن نركن إلى أمجاد الماضي. التوقعات الحالية ترسم صورة قاتمة للغاية، لكنها واقعية لاحتمال إنهاء الفقر المدقع بحلول عام 2030. وهذا يعني أننا في حاجة إلى تجديد تركيزنا على إفريقيا، ولن يكفي بذل الجهد المعتاد لتوصيلنا إلى هدفنا. نحتاج إلى الاستثمار في البشر، والتأكد من شمول النمو، مع التركيز الأكبر على زيادة القدرة الإنتاجية للفقراء". مستويات أعلى لعالم متنامٍ إضافة إلى خط الفقر العالمي، الذي يقف عند 1.9 دولار، يضع البنك الدولي تقاريره الآن على أساس أن خط الفقر يراوح بين 3.2 و5.5 دولار في اليوم. هذه الخطوط المطابقة لخطوط الفقر الوطنية لدى البلدان منخفضة الدخل والشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل على الترتيب، تستهدف إكمال خط الفقر العالمي الذي يقف عند 1.9 دولار، وليس استبداله. وتشير البيانات إلى أن المكاسب السريعة التي يتم إحرازها ضد الفقر المدقع لم تضاهِها بعد أعداد من يعيشون في هذه المستويات الأعلى من الدخل. في عام 2015، كان ما يزيد على ربع سكان العالم يعيشون على 3.2 دولار في اليوم، ونحو نصف سكان العالم ما زالوا يعيشون على أقل من 5.5 دولار في اليوم... يتبع.

مشاركة :