بعد العملية الانتحارية الإرهابية في طرابلس.. لبنان إلى أين؟! تساؤل يطرح نفسه مع دخول المواجهة بين لبنان والإرهاب مرحلة جديدة تطرح الكثير من التساؤلات حول ما إن كان ما حصل في جبل محسن بداية لسلسلة من العمليات المشابهة أم أنه ظاهرة تم إخمادها. «عكاظ» حملت هذه التساؤلات إلى خبيرين، حيث قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية والباحث في مركز طرابلس للدراسات الدكتور محمد المصري، إن الوضع في طرابلس أولا ولبنان ثانيا والمنطقة العربية بأكملها ثالثا هو وضع أمني بامتياز ويحتاج إلى أمن وأمان أكثر من أي وقت مضى، وما شهدناه يوم السبت الفائت في العملية الانتحارية ما هو إلا بداية لبث الفتنة من جديد. ولكن وعي أهل طرابلس تخطى هذه المرحلة انطلاقا من حسهم الوطني والقومي وأعتقد أن الطرابلسيين استطاعوا أن يتخطوا هذه المرحلة الصعبة. وأضاف أن الوعي الوطني وانتباه المواطنين وزيادة حرصهم على أمنهم والتحرك المخابراتي من قبل جميع الأجهزة الأمنية، كلها عوامل تستطيع النيل ممن يحاولون إدخال البلد في نفق مظلم، من هنا نحيي الرئيس سعد الحريري على موقفه النبيل بقبول الحوار وهذه رسالة واضحة منه وتأكيد على أن لبنان قوي ومتماسك يستطيع أن يقف من جديد بعد كل هجمة إرهابية على أرضه. وختم المصري قائلا: المطلوب الكثير من الوعي والتفاهم والتأكيد الدائم على الحوار لتخطي هذه المرحلة الصعبة. من جهته، الباحث الاستراتيجي الدكتور عمر الشامي قال لـ«عكاظ»: دخلنا منذ سنوات بأبواب العمليات الانتحارية وهذا ليس بالشيء الجديد على اللبنانيين لكن التوقيت أن العمل الإرهابي حصل بعد الحديث عن قرب الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، وأقول إنه إذا لم يتفق المتحاورون على خروج حزب الله من سوريا وتسليم سلاح حزب الله فقط للجيش اللبناني فإن الاقتتال والتفجيرات مستمرة. وتابع الشامي قائلا: لا يمكن مواجهة الإرهاب فهو يمشي كالنار في الهشيم في كل أقطاب العالم، ولكن بالكثير من التثقيف وحملات التوعية للجيل الشاب نستطيع اقتلاع جذور الإرهاب الذي عاد ليضرب لبنان والعالم مجددا.
مشاركة :