أكد خبيران لبنانيان لـ «عكاظ» أن الإرهاب لا يمكن التفاوض معه ولا مكان للصفقات في التعاطي مع الحالات الإرهابية، مؤكدين أن عقد الصفقات مع التنظيمات الإرهابية يوقيها ويجعلها تستمر في انتهاج سياسة الاختطاف ومساومة الدول، الأمر الذي يعقد الأمور ويشكل ضغط على الحكومات. الباحث السياسي الدكتور أنطوان متى قال لـ «عكاظ»: إن الإرهاب جرثومة وآفة تعاني منها المجتمعات العربية والإسلامية والدولية، وهي تهدد بنية هذه المجتمعات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فهي أشبه بالجرثومة السرطانية. وتابع قائلا: إن معالجة الإرهاب لا يمكن أن تكون إلا بنفس الوسائل التي تعالج بها الحالات السرطانية، أي بالاقتلاع والاجتثاث، وبالتالي فإن كل الصفقات مهما كان شكلها وظروفها مرفوضة مع الإرهاب وإفرازاته، لأن هكذا تطرفات تشجع الإرهاب والإرهابيين وتعطيهم مسالك جديدة، لبث إرهابهم وتعميمه في المجتمعات الإنسانية. وختم الدكتور متى بقوله: في الحرب على الإرهاب لا تهاون ولا تردد بل قرار حاسم وجازم بالاقتلاع والاجتثاث، وأي تخاذل أو تراجع في ذلك يشكل انهزاما أمام الإرهاب وتقوية له. من جهته، الخبير القانوني المحامي علي عانوتي قال لـ «عكاظ»: إن الإرهاب حالة متطرفة لا يمكن التعاطي معها إلا بحزم وشدة حتى من الناحية القانونية، فلا صفقات مع الإرهاب خلال مواجهته؛ لأن الأفعال التي يقدم عليها الإرهابيون لا يمكن مواجهتها إلا بالحسم، وبالتالي فإن أي صفقات مع الإرهاب تظهر بداية ضعف الطرف المواجه وتمنح الإرهاب قوة يستعملها لإنتاج إعمال إرهابية جديدة. وختم المحامي عانوتي قائلا: لا مفاوضات ولا صفقات مع الإرهاب كمجموعات بل هناك عملية إصلاح يمكن أن تحصل للإرهابيين بعد استسلامهم وإعلان توبتهم، فطالما أن الإرهابي يرتكب فعل القتل والتدمير لا حدود لمنطق يتم التحاور على أساسه بل مواجهة حتى استئصاله.
مشاركة :