العمل لا يكفي للنجاح - عبدالله مغرم

  • 1/18/2015
  • 00:00
  • 36
  • 0
  • 0
news-picture

في مقال اليوم سأتحدث عن ثلاث قصص قصيرة. القصة الأولى هي إعلان موظفة جوجل السابقة والرئيس التنفيذي الحالي لشركة ياهو ماريسا ماير جائزة لموظفي الشركة مقدارها 250 ألف دولار لمن يقدم فكرة منتج جديد تمكن الشركة من العودة إلى مضمار السباق التقني بعد أن تراجع أداؤها، وهذه المكافأة مشروطة بألا تكون على حساب مهام الموظفين الأساسية، وجائزة بهذا الحجم لا تفسير لها سوى إيمانها العميق بأن موظفي الشركة قادرون على توليد أفكار منافسة، واستبدال القيادات الداخلية بخارجية ليس بالضرورة الحل الوحيد للمنافسة والنجاح. القصة الثانية هي قصة الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون حيث أسس وهو في سن الثانية عشرة مجلة الطالب، وتم تأسيسها للتسلية ولم يكن الهدف تجاريا، واللافت بعد فترة بدأ نفوذ المجلة يتزايد فباتوا يجرون لقاءات حصرية ولديهم محررون وطاقم تحرير، وأسس بعد المجلة متجر فيرجن الشهير وتسعى الشركة منذ سنوات قليلة إلى تطوير مفهوم سياحة الفضاء عبر نقل السياح عبر مركبة مخصصة للسياحة، والسر الذي يحمله في جعبته لكل هذه النجاحات والتي لم تخل من مصاعب ومحاولة إفلاس هو اختبار الأفكار الجديدة والاستمتاع بما يقوم به من أعمال. القصة الثالثة وهي قصة مؤسس شركة أبل ستيف جوبز حيث أوضح في كلمته عند تكريمه بالدكتوراه الفخرية في جامعة ستانفورد بأن من حسن حظه بأنه عمل فيما يستمتع به منذ وقت مبكر، وبالرغم من أنه لم يتخرج من كلية ريد كوليدج إلا أنه منذ أن قرر ترك الدراسة في الكلية بات يحضر محاضرات في الخط لحبه للخطوط واستفاد مما تعلمه في تضمين تلك الخطوط في نظام ماك بعد عشر سنوات من حضور تلك المحاضرات، وعلى نطاق واسع في مسيرته عندما دب خلاف بينه وبين الرئيس التنفيذي لشركة أبل ووقف مجلس الإدارة ضده وتم طرده من الشركة كاد يفقد الأمل وكانت أكبر قصة إخفاق عاناها، وبدأ بعدها العمل في شركتين تقنيتين ونجح في تطويرهما وما أن اشترت أبل إحداها إلا وأعاده مجلس الإدارة لقيادة أبل، وعمله في تلك الشركتين كان المحرك لنهضة أبل ومنتجاتها المنافسة، والسبب الذي قاده للنجاح ليس العزيمة والإيمان بالقدر فحسب بل الاستمتاع بما يقوم به من أعمال وهو ما يقوده إلى تجربة أفكار جديدة صنعت نجاحه وتفوقه. الخلاصة: لا يمكن أن نمارس نفس الأفكار والممارسات اليومية دون تغيير على مستوى العمل وكذلك الحياة الاجتماعية ونتوقع نتائج مختلفة، فالعمل المستمر دون تفكير تقادم، والتفكير دون عمل خيال ضار، والمزج بين الأفكار والعمل ريادة.

مشاركة :