استمعت مساء الثلاثاء (صباح الأربعاء في جنوب شرق آسيا) إلى خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن حالة الاتحاد، والذي يتناول فيه عادة وضع البلاد من كافة الجوانب المحورية المهمة مثل الأمن والإرهاب والاقتصاد والبطالة والتعليم والبيئة والسياسة الخارجية وغيرها. وكما هي عادة كل الرؤساء الأمريكيين، فإن الخطاب السنوي لا يكتمل إلاّ بالإشادة بدور الولايات المتحدة في حماية الديموقراطية واستمرار العمل على نشرها بين شعوب الأرض قاطبة، وأن من مقتضيات هذه الديموقراطية العزيزة تعزيز حرية التعبير، فالكلمة الحرة هي أساس حضارية الشعوب ونهضتها. مبادئ تبدو جميلة على الورق، لكنها عصية على التطبيق حتى على مرمى حجر من واشنطن حيث يقف الرئيس متحدثاً والجمهور الحاضر مصفقاً والعالم مستمعاً. وهذا جيم كلانسي الإعلامي المرموق يسقط من برجه الإعلامي الذي مكث فيه 34 عاماً ضحية للنفوذ الصهيوني العتيد في الولايات المتحدة، وبسبب تغريدة شخصية على موقعه في تويتر. طبعا لم توضح قناة سي إن إن أسباب استغنائها عن الإعلامي القدير، لكن المحيط الإعلامي يعلم أن كلانسي كان يحاور على موقعه في تويتر بعض مناصري الكيان الصهيوني الغادر منتقداً طريقتهم الفجة المتمثلة في استغلال أحداث «شارلي إيبدو» لتشويه صورة المسلمين وتعميم انطباع عام بأن جميع المسلمين إرهابيون، مختتماً نقاشه بكلمة واحدة هي «هاسبارا»، وتعني بالعبرية «البروباغندا» الصهيونية المعروفة. وجاء في بيان رسمي من إدارة قناة «سي إن إن» أن جيم كلانسي لم يعد يعمل معها، وأنها تشكره لخدمته المميزة لأكثر من ثلاثة عقود، وتتمنى له النجاح. وللعلم فقد عمل كلانسي مراسلاً للقناة في بيروت ولندن وبرلين قبل أن يتم تعيينه مذيعاً رئيسياً في القناة الأكثر حضوراً على مستوى العالم. طبعا لم يكن كلانسي أول الضحايا، ولن يكون آخرهم، فقد سبقه إلى المصير نفسه كبراء وعظماء مثل النائب الشهير بول فيندلي الذي مكث عضواً في الكونجرس 23 عاماً، وأصدر كتابه الشهير (أولئك الذين يجرؤن على الكلام: أناس ومؤسسات في مواجهة اللوبي الصهيوني). وأما سجل الولايات المتحدة في مجال الحريات والديمقراطيات في العالم الثالث، فأحسب أنه ملطخ حتى النخاع. salem_sahab@hotmail.com
مشاركة :