رأى الخبير الاقتصادي محمد الزاكي أن انخفاض أسعار النفط إلى 45 دولارا جاء بسبب ارتباطه بعوامل اقتصادية حقيقية، مشيرا ــ في الوقت ذاته ــ إلى أن ذلك يلقي بظلاله على العديد من الاقتصاديات العالمية. وأكد أن التأثير الناجم عن انخفاض أسعار النفط سيكون سلبيا، خصوصا مع قرب تطبيق البنك المركزي الأوروبي للتسهيل الكمي في مارس المقبل الذي يستمر إلى عام 2016، إذ ستعمد البنوك المركزية الأوروبية للبدء في عملية شراء السندات، الأمر الذي يوحي بمصاعب اقتصادية كبيرة تواجهها منطقة اليورو جراء الوضع الاقتصادي الناجم عن انهيار أسعار النفط. وأفاد الزاكي، خلال ندوة عقدت بعنوان «تراجع أسعار النفط.. الأسباب والآثار» التي نظمها مركز آفاق للدراسات بسيهات، بأن استمرار انخفاض سعر النفط قد يؤثر على سوق الأسهم من خلال انعكاس ذلك على قطاع البتروكيماويات، وقال: النتائج المتوقعة للربع الأول ليست مشجعة لأغلب شركات البتروكيماويات السعودية. وأشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة تتوقع عودة نفط الشرق الأوسط للواجهة مجددا في غضون 5 أعوام؛ فيما يتوقع أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 111 مليون برميل يوميا في عام 2040 م. واستعرض وجود عدة فرضيات، منها ما يتضمن على أن الأسعار الحالية للنفط ستجعل الشركات العاملة في إنتاج النفط الصخري غير قادرة على الاستمرار، نظرا لانخفاض الربحية، إذ إن الهوامش لا تتجاوز حاليا 4 دولارات، ما يجعل من الصعوبة تسديد القروض المترتبة عليها تجاه الجهات الدائنة. وأوضح أن الدول المنتجة للنفط التقليدي تراهن على الوقت نتيجة امتلاكها احتياطيات تمكنها من الصمود في وجه النفط الصخري، مؤكدا أن السعر الحالي سيقود الشركات الصغيرة للاندماج. وتطرق إلى أن الأزمة الليبية ساهمت في خفض أسعار النفط، وقال: عادت المصافي الليبية للدخول في الدورة الإنتاجية بعد توقفها تماما، فزاد الإنتاج نحو 800 ألف برميل يوميا قبل أن يتراجع إلى ما بين 400 ــ 500 ألف برميل بسبب القتال الدائر حاليا هناك. وأضاف: اتفاق الحكومة العراقية مع حكومة كردستان بعد تشكيل حكومة العبادي ساهم في عودة 550 ألف برميل يوميا للسوق، فالعراق يصدر حاليا 4 ملايين برميل. وتوقع أن تصل الفجوة بين العرض والطلب في نهاية العام الجاري إلى 1.9 مليون برميل يوميا، مضيفا: ستكون هذه الفجوة على حساب منظمة «أوبك» مع زيادة المعروض، الأمر الذي قد يعزز الاعتقاد بتآكل حصة المنظمة في السوق النفطية. الزاكي اعتبر أن تراجع أسعار النفط مرتبط بعوامل جوهرية منها ارتفاع الدولار مقابل العملات الرئيسية، وأضاف: يعد ضعف النمو الاقتصادي أحد العوامل الأساسية في تدني سعر النفط، خصوصا أن الناتج الياباني دخل في حالة انكماش، فتراجع استهلاك النفط، كما أن الاقتصاد الصيني الذي يحتل مكانة ثانية يواجه ضعفا في النمو. وعن أبرز إيجابيات انخفاض أسعار النفط، قال: من الآثار الإيجابية تراجع أسعار السلع المستوردة، وتراجع أسعار تذاكر الطيران في الخطوط العالمية بسبب انخفاض قيمة زيت الوقود الذي يمثل 30 في المئة من الكلفة التشغيلية في شركات الطيران.
مشاركة :