تغريدات مزعجة!.. | عبد العزيز حسين الصويغ

  • 2/14/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لم أكنْ أصدّق أن تكون العداوة بين أصحاب الدِّين الواحد أكبر من العداوة بينهم وبين عدوّهم المُشترك. فلقد نشأنا وتربينا على عدد من القيم والمُثل النابعة من الدّين والتراث. فالأصل في العلاقة بين المسلمين هو الاعتصام بحبل الله جميعًا، وأن لا يتفرّقوا، فالحثُّ على الوحدة بين المسلمين جميعًا يحفل بها كتاب الله، وتعاليم رسوله الكريم. *** ولقد تنوّعت أساليب القرآن والسنّة في الدلالة على وجوب الوحدة، فتارة تأمر بالوحدة أمرًا صريحًا، كما في قول الله عز وجل: }وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ{ (آل عمران: 103). وتارة تأمر بتحصيل أمور لا يمكن أن تحصل إلاّ بالوحدة: قال الله عز وجل: }إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ{ (الحجرات: 10). بينما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث لا أعتقد أن هناك مسلمًا على وجه البسيطة لا يعرفه: (مَثَلُ المؤمنِينَ في تَوَادِّهِم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم: مثلُ الجسدِ، إِذَا اشتكَى منهُ عضُو تَدَاعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهَرِ والحُمِّى). *** إلاّ أن بعض التغريدات لأحد الدعاة صدمتني، وجعلتني أتعجّب كيف تغلب كراهية المسلمين لبعضهم إلى جعل العداوة بينهم أكبر من عداوتهم لعدوّهم المشترك؟! ففي وصفه لأعمال "داعش" الموغلة في العنف والقتل والدماء ضد مسلمين يتّبعون نفس الدِّين الذي يدَّعي المنتمون إلى هذا التنظيم انتماءهم إليه، يقول الداعية في أحد تغريداته متسائلاً: "يستغرب الناس لماذا تُصوِّر داعش جرائمها وتتفاخر بها؟"، ويجيب في نفس التغريدة قائلاً: "داعش تعرف أن لها جمهورها؛ وهي تروي غليل قلوبهم التي تشرّبت النظريات الوحشية، ولم ترَ مَن يُطبّقها"! *** ويصف سبب هذه الجماهيرية لـ"داعش" بقوله: "هي حالة نفسية مرضية عامّة، تشرّبها مسلمون عبر مؤلفات ورموز وقنوات؛ ولم يبقَ إلاّ التطبيق؛ ففازت داعش بالتطبيق، واشتهرت أكثر من القاعدة"؟! والسر "لأنها طبّقت التراث المغالي في حق المسلمين؛ بعكس القاعدة التي كانت تحاول تطبيق بعضه فقط، وفي غير المسلمين فقط". فقد روت الغليل في قلوب مريديها لذلك، وكما يؤكّد "لا تستغربوا إحراقها الطيار الأردني مثلاً، ولا بيعها النساء والأطفال ... إلخ هي متصالحة مع التراث المذهبي، والتطبيق التاريخي، والتربية ... الخ". *** وهكذا، وكما يرى هذا الداعية، "الجريمة لها شهرتها وزينتها في قلوب الجماهير المغالية؛ وكلّما كانت الجماعة أكثر إجرامًا كلّما كانت أكثر تديّنًا عندهم، لذلك داعش تعرف ماذا تفعل"! فـ"داعش" تعرف أن معها دعاة، وشيوخًا، ومعلمين، وطلابًا... الخ! هي تعرف جمهورها، وتعرف كيف ترضيه!" *** تغريدات مزعجة جعلتني أسأل الداعية: "هل يُعقل يا شيخنا الكريم أن يكون غلّنا، ورغبتنا في الانتقام من بعضنا البعض أكثر من غلّنا لأعدائنا، وأن نكون "نحن" عدو أنفسنا"! لكن تغريدة لحنين aneeeeeeeeeen7@ أرجعتني إلى صوابي، قالت فيها: "الألفية الأخيرة يا أستاذ عبدالعزيز اختلطت فيها المفاهيم والتصنيفات والمصالح، واختلّت معايير تصنيف العدو الحقيقي"! #نافذة: (ومَن هو عدوّنا؟ هل هو فعلاً موجود، أو نحن اختلقناه من خيالنا؟ هل لا نستطيع العيش إلاّ بالتخوين والمعاداة والطعن والقتل؟). ‏ Muha@MuhaKatheeri nafezah@yahoo.com

مشاركة :