معرض الكتاب والتطفل الرقابي! - سعد الحميدين

  • 2/25/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

قريباً يطل علينا معرض الرياض الدولي للكتاب الذي أصبح حدثاً مهماً وضرورياً في حياتنا الثقافية، حيث تعد له العديد من الاستعدادات على كافة المستويات لكي يكون ممثلاً حقيقة الثقافة والمثقفين في ساحتنا الثقافية المحلية، والعربية إذ انه صار مستقطباً لمحبي الكتاب والثقافة في منطقة الخليج العربي كافة، والعالم العربي عامة لما له من مكانة عند الناشرين العرب الذين يجمعون على أن الممون الحقيقي لمنشوراتهم هو معرض الرياض الدولي للكتاب، ويقولون ذلك صراحة وفي كل مناسبة يكون اللقاء بناشر يؤكد ذلك، ولذلك جاء حرص الناشر تبعاً لحرص القارئ المقتني، والقارئ المقتني هو الذي يدفع المال من أجل الكتاب يندر وجوده في هذا الوقت الذي دخلت فيه عملية النشر الإلكتروني وتعددت المواقع التي تتيح تحميل وتصفح أيّ كتاب جديد مجاناً وبدون مقابل ودون عناء، ولكن القارئ الحقيقي لا يكتفي بمثل ذلك. إنه يريد أن يمسك بالكتاب ويضيف إلى مكتبته المنزلية الجديد والمفيد، وهذا يتوفر بشكل موسع في معرض الكتاب الذي يشارك فيه الناشرون العرب إلا ماندر لظروف مختلفة منها محدودية المساحة، وتسارع الوقت على الناشر الذي كان عليه أن يبادر في وقت معين ببعث قائمة منشوراته ومن ثم تلقي الموافقة وتحديد وقت شحن كتبه، ومع ذلك هناك مساحات من حظ الناشر المحلي الذي قد تكون أكثر كتبه مشاركة مع ناشر أصلي قد لا يجد المكان، وهذا فيه غمط لحق الناشر الأصل ، ولكن اللافت هي تلك المساحات التي تستولي عليها بعض الدوائر والمؤسسات الرسمية التي تكون للعرض فقط، ولا شك أن هناك مؤسسات يتوجب حضورها وعرض كتبها ونشراتها وهي التي تتعلق بتاريخ وجغرافيا وإنجازات المملكة في كافة نواحيها التطورية، ثم ان المكتبات الكبرى التي لها فروعها في معظم المدن يتوجب أن تكون مساحاتها محدودة وإفساح المجال للناشر العربي أو الأجنبي المشارك لكون المعرض دولياً وليس محلياً، وهذا يكسب المعرض السمعة التي تليق بمكانة كياننا الكبير الذي له حضوره البارز في المحافل الدولية، ومع هذا يكون المعرض في مساحته المتاحة للناشرين محلياً وخارجياً ومدى ارتفاع السقف الرقابي الذي كان يتهرب منه الناشرون في الماضي من العوامل المساعدة على التنوع في العرض، وكما أشرت أن هناك قراء مقتنين وحالة بيع مكنته من أن يكون المعرض الأكبر والأشمل في العالم العربي باعترافات المثقفين والناشرين، سواء في طريقة العرض والتنظيم، أو الندوات المصاحبة له والتي يشارك فيها مثقفون من جيع الأطياف. المعرض متميز، وجاذب لمحبي المعرفة من الجنسين، والدور السعودية الناشرة نافست وتفوق بعضها على دور نشر عريقة، ولكن المشكلة تكمن في من يحاول أن ينغص على هذا المحفل الثقافي المهم، والزائر السنوي الذي يمثل وجهة منيرة في مسيرة النماء والتطور الذي يعمل المخلصون من أجله، وذلك يتمثل في وجود بعض الأشخاص الذين يحاولون أن يجعلوا المعروض وفق مزاجهم وتحت مظلة ذائقتهم، ولو أن أكثرهم ليس لهم اهتمام بالكتاب أو معرفة به وإنما يتلقف واحدهم كلمة من صديق له بأن الكاتب الفلاني عليه ملاحظات أي ملاحظات يختلقها أو يتصورها ثم يقتطف جزءاً من جملة لا يكملها ويتخذها دليلا على كفر الكاتب أو إلحاده أو أي ملاحظة إذا(نط) فوق كرسي وصرخ بأعلى صوته وحوله بعض المتطفلين ملوّحاً بالكتاب مردداً عبارات فيها ما يستثير الناس ويرفع حرارة الحميَّة عندهم فيصرخون معه مشجعين على التوتر ومحاولة الفوضى من أجل لفت النظر لذاته أو من أجل التشويش على حالة السكينة والهدوء التي يتوجب أن تسود في محفل ثقافي مهم، وفي اعتقادي أن من يريد التوجية والإصلاح لو وجد كتاباً عليه أي ملاحظة كان سيشير على الناشر أن لا يعرضه، أو أنه سيذهب بالكتاب لإدارة المعرض ويخبرهم بما في الكتاب والإدارة ستقوم بالواجب حتماً ومعاقبة الناشر الذي لم يسمح له إلا بشروط اطلع عليها، وهذه الطريقة المثلى التي يمكن أن تخدم الجميع، فرقابة المتطفلين لا بد من الوقوف بوجهها لكي لا تتكرر في تشويهها لجماليات العرض الثقافي والمعرض الذي تبوأ مكانة متميزة عن سواه في مدة وجيزة بفضل الجهود التي تبذل من الجهات الرسمية المعنية، وما يفعّلها من حضور واع متعطش للمعرفة. المعرض مَعْلَمٌ بارز، والمحافظة على بروزه وجماله مسؤولية الجميع كدليل حضارة وتقدم فالكتاب مفتاح بل باب المعرفة والانفتاح على الآفاق العالمية التي تتسع بمرور الزمن.

مشاركة :