مطر مطر.. وكتاب - سعد الحميدين

  • 12/2/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

مع زخات المطر بين الفرح والشكاوى مما يحدث منه ما يمثل المشكلات التي تطال بعض المشروعات، وتتسبب في كشف المستور من أخطاء هندسية وتخطيطية تسبب الأذى، وتعطل المدارس والجامعات، فالفرحة بالمطر وخيره المنشود تشوبها بعض المنغصات التي تكون في الإرباك ومحاولة إعادة الحسابات وتصحيح مايمكن تداركه من المشروعات الحيوية التي لها مساس بالناس ومصالحهم، وتُكَوّنُ اللجان للبحث عن الأسباب والمسببات، وعمل مايمكن أن يدرأ مثل ما حصل في بعض المدن، ومحاسبة المتسبب، والعمل على أن تكون الصورة صافية وغير منقوصة في الآتي من المشروعات حيث تكوَّنت لدى المسؤولين الكثير من التصورات التي تأتت من المعلومات التي تراكمت وبينت الصح من الخطأ، وفي جدية صارمة من القيادة وبتوجيهاتها، تُجرى الدراسات الهندسية وتقدم مع الحلول التي يرجى منها أن تأتي بالمنفعة للجميع، فكلما تكررت الحالة اتضحت أسبابها وعمل على القضاء عليها حسبما تقتضيه الحاجة والمصلحة العامة. وفي الحديث عن المطر يكون الحديث هذه الأيام عن معرض جدة الدولي للكتاب الذي هو بمثابة إضافة مهمة في شأن البلاد الثقافي، حيث يكمل التوسع في خدمة الثقافة مع معرض الرياض الدولي للكتاب، فقد توجهت أنظار المثقفين المهتمين بالكتاب ومتابعته في كل مكان إلى جدة وما سيقدمه المعرض، وكيف سيكون التنظيم، وما المحتويات التي سيركز عليه المشاركون من الناشرين ورقياً وإلكترونياً، ومدى المرونة وطبيعتها، وسير العمل في التعامل مع الناشرين والمتسوقين والزوار والمنتدين الذين سيشاركون في الندوات والفعاليات التي ستصاحب المعرض، ومدى ارتفاع السقف الذي يهم كل باحث عن كتاب بأن يجد مايريد من الكتب التي تحتوي على الفائدة المرجوة من كل عمل يقدم عليه صاحبه، وهو يهدف إلى تقديم كل ما يرى أنه يحمل فائدة يساهم بها في الرفع من الشأن الثقافي في الوطن مشاركة منه كمواطن له حق، وعليه واجبات تمثلت في أن يقدم ما يفيد ويفتح آفاق وأذهان أبناء وطنه ثقافياً، فالمساهمات من الداخل والخارج التي يكون هدفها العام خدمة الثقافة والمثقفين، ونعني بالمثقفين كل متعلم يحب اقتناء الكتاب، وخاصة من يقرأ، فالقراءة هي الميدان المتسع معرفيا لكل متعلم في قراءاته سواء في تخصصه، أو تعددت وتنوعت في المعارف الإنسانية، ويلاحظ سعة رقعة القارئين من الأعداد التي يمثلها زوار المعرض من الفئات العمرية المختلفة ومدى الازدياد الذي يحصل بين معرض وآخر، وكذلك الحرص على التواجد في كل وقت والتجول على الدور المشاركة، والقوائم التي تخرج من الجيوب والحقائب التي تتضمن اسماء الكتب ودور النشر التي توجد فيها، ويستوي في ذلك الذكور والإناث، حيث الكتاب للجميع لا يفرِّق بين الجنسين، ومما شاهدته ويشهده كل زائر لمعارض الكتاب في المملكة يلاحظ مدى اللهفة التي تصاحب الشباب والشابات على التجول واقتناء الكتب حيث العربات والشنط التي تنوء بها كواهل بعضهم، وهناك من يذهب ليودع ما اشتراه في مكان أمين ثم يعود مجددا باحثا عن الزيادة في الحصيلة من الكتب التي يحبها ويرغب في الاطلاع عليها أو اقتنائها لوقت الحاجة، فأكثرهم طلاب دراسات جامعية وعليا، ويشاركهم أساتذتهم الذين يحتم عليهم الواقع أن يتابعوا وأن يلاحقوا المزيد من المعارف التي تتوالى في أوقات قصيرة وقد لايفصل بينها زمن يذكر، فكلّ يعمل على النشر، طباعة وترجمة من وإلى، والهدف مشترك بين مادي ومعنوي، والفائدة تكمن في الكتب التي هي المرشد الحقيقي لمن أراد أنْ يَعْرِف أنَّه يعْرف، ولمن أراد أن يستفيد ويفيد، وكم من الكتب التي نشرت مؤخرا مترجمة، وموضوعة جميعها تتفنن في عمليه الإرشاد للقراءة والاستفادة منها. المهم في المعارض أن تكون مكانا هادئا ومريحا وغير مقلق لكي يتمكن الرواد من قضاء حاجاتهم من الكتب التي يريدون، وأن يستفيدوا مما يستمعون له من محاضرات وندوات، وأمسيات شعرية، وأن يكون الهدف خدمة العلم فالعلم يُعَلِّمُ العَمَل، والتسامح، والبناء والعيش من أجل ماينفع الإنسان. فنرجو أن تكون الفرحة بالمعرض دائمة، وبكل معرض، وأن يستفاد مما يصاحب المعارض من فعاليات ثقافية إلى جانب الكتب التي عرضت وبيعت والتي وقِّعَتْ، وصارت جميعها لدى من يحب الاطلاع، ويجري راكضاً وراء الكتاب ليستفيد ويفيد.

مشاركة :