معرض الكتاب.. مزدهراً - سعد الحميدين

  • 3/19/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كل ما يبهج ويسر مطلوب، وخاصة إذا كان إنجازاً يضاف إلى الواقع المعاش، ومن المبهج أن يقام معرض الرياض الدولي للكتاب في عاصمة الكيان الكبير، وهذه البهجة بما يثري المعرفة لها مكانتها الرفيعة في نفوس المحبين والمهتمين بما يساعد على اتساع معارف ومدارك المواطن، لكونها تُكوّن لديه دوافع عديدة تشجعه على أن يعمل من أجل أن يطور ذاته، ومن خلالها تمتد هذه المسألة إلى أن تلامس الأقربين من المشاركة في أن ينظروا إليه نظرة احترام وتقدير لأنه يدفع بهم إلى أن يتماهوا بالمحاولات، والمحاكاة لكي يفعلوا ما يثري ومايوسع الأفق. فمعرض هذا العام شهد اختلافا نوعياً لفت الأنظار، وجلب بالمواكبة الإعلامية التي ساندت في نشر المجريات، وبينت الكثير من الأعمال التي تدخل ضمن الفعل الثقافي، فقد كانت المشاركات العالمية والعربية التي هي حتما ستتوسع مادامت المبادرات المصاحبة لفعاليات هذا العام، وما ظهر من اجتهادات وابتكارات جاذبة لانتباهات عشّاق المعرفة، الذين بدورهم نقلوا عدوى محبة مثل هذه الإنجازات الثقافية إلى غيرهم، فما برز من تنظيم مستحدث شمل السهولة والإنسيابية في الوصول إلى الدور المشاركة، وماقدمته إدارة المعرض جهود ظهرت جلية في ضخامة العدد المشارك من الدور الخارجية والداخلية، ومايجري من متابعة من المنظمين في استقبال وتسهيل أمور الزوار، وإرشاد السائلين، فما حصل في التنظيم ربط بعض الماضي بالحاضر، فأسماء وحارات ومسميات ذهبت مع الزمن، أُعيد ذكرها بأسماء الممرات، وبالبوابات (والدراويز)، تمنيت لو أنه كان عند كل مدخل صورة (كبرى) مما كان قد صور في تلك المرحلة وبشكل مكثف، مع أنه وجدت بعض الصور، وقد شاهدت في معروضات مكتبة الملك فهد الوطنية بعض الصور التي تمنيت لو كانت اكبر حجما ووضعت في أماكن مواجهة، والمتوفر من القدرات على تنفيذ ذلك من التقنية في فن التصوير سهل ومتيسر لدى الجهات المسؤولة عن التطوير والثقافة. هذه لفتة لا تقلل أو تعبر عن نقص، ولكن أمنية في نفسي عشت بعضا منها حيث مررت بالمريقب، ودروازة السويلم، ودروازة الثميري، والمقيبرة، وسوق( الْهِدِمْ)، كما كان هناك سوق خاص بالنساء، دكاكين خاصة قريبة من المقيبرة لا يبيع فيها إلا النساء، يعرض فيها الخليط من الملابس والحلي والأكلات مثل الكليجا، وقرص عمر وحتى الجراد الناشف، فهي صور ذهبت بفعل التطور وبقيت أسماء، واختلف الوضع تماما حيث الرقي والتطور والأسواق التي فاقت كثيرا منها في البلدان المتحضرة والمتقدمة. اليوم وهو الأخير في عيد الرياض السنوي (معرض الرياض الدولي للكتاب)، وقد كان السؤال الذي بادر به بعض الناشرين الذين شاركوا عدة مرات: ما رأيك بالتنظيم هذا العام، وكيف الإقبال. فيكون الجواب بالإجماع: إنه تنظيم جيد ومتميز ومريح، والحصيلة المادية فوق العادة، والزوار في ازدياد، والمهم أن السقف الرقابي مرتفع والسهولة في الفسح يسرت لنا الأمور، وطبعا الناشر المجرب يعرف ماذا يختار وكيف سيعرض، والمهتم بالكتاب قد شاهد الإقبال الواسع. معرض الرياض بازدهاره شجع البيوت بأن يكون نصيب المعرض هذه المرة ما كان نصيب الأسواق التجارية العامة، وكثافة المهتمين بالقراءة في ازدياد، كما أن المعايرة والتباهي بين الشبان والشابات، وكذلك الكبار، فالتباري بالذهاب للمعرض كل يوم، وبعضهم يؤكد على أن (مدة المعرض للمعرض) سواء مشاركة في الشراء، أو التجول ومشاهدة ما يطرأ ويجد، فأيامه معدودة ويجب الحرص على أن لا تفوت، وفي هذا الحرص ما يولد المحكاة عند البعض، فمن يحمل كتبا سأحمل مثله، وسأقرأ، وسر القراءة في محبتها. خصوصا القراءة الحرة بالعدوي والكتاب يلقى تسويقه والبحث عنه عندما ينشر، فكتب المواقع الإلكلترونية كالقصص التي نشرت والروايات والدواوين، في المواقع والخاصة والعامة، كانت متداولة بين المشاركين في المواقع، ولم يكتب لها النجاح والانتشار إلا بعد ما نشرت على الورق (كتاب) وهذا مايدلل على أن الكتاب باق لا يشيخ، ومتطور وقد ساندت المواقع على المساعدة لدور النشر التي تضخمت ببعض الأعمال التي نقلت ورقيا. جهد ممتاز يسجل لوزارة الثقافة والإعلام، وكافة من ساهم في العمل من أجل إظهاره بهذه الصورة التي تشجع على القراءة الحرة، وهي قراءة منتجة وخاصة إذا اتخذنا مجموع المعرفة كمظلة داعمة للقراءة الحرة، ومبررة للاهتمام بها كما يقول أحد الباحثين المهتمين بالقراءة الحرة –مصطفى رسلان _ . الانفتاح على الثقافات العالمية المختلفة، وتنمية الثروة اللغوية لدى المتعلمين، وتنمية الخبرات عن طريق الأنشطة القرائية المختلفة، وتنمية بعض القيم الضرورية كي تكون موجهات لسلوك المتعلمين كتقبل الآخر واحترامه. القراءة هي انجاز يقوم به القارىء ويقوّم به نفسه إذا كان يملك الفرز، وهو سيملكه حتما بالتكرار متى تمكن منه الهوس القرائي وشده إليه وأصبح من المستحبات إليه التي تصل للضرورة. فمن شأن القراءة الحرة أن تحقق للمتعلمين مجموعة من الأهداف العنقودية، وأهمها كما يشير الباحث بعد تعدد المنافع: "استخدام المكتبات بصورة سليمة وفعالة مع الاستفادة منها، اكتشاف الموهوبين وصقل مواهبهم" وبهم نفرح بأن باب المعرفة الواسع سيستقبلهم بكل ترحاب، ومع كل معرض سيكون التوسع، وما هي إلا بوابات لتوسيع المدارك والمعارف إذا هي خدمت واستخدمت من قبل الواعين لقيمة الكتاب، وهذا ما شوهد وسيشاهد، والشكر للقيادة ولمن وجه وأرشد لهذا النجاح الذي تمثله وزارة الثقافة والإعلام بوزيرها الواعي د. عادل الطريفي، المتقد حماساً، ومن ساهم من المسؤولين، وكل عيد كتاب وأنتم بخير، برجاء العودة بالمزيد من المأمول معرفياً .

مشاركة :