"إن الفقراء معكم في كل حين" هذا ليس حكمًا على البشرية بأن يبقى فيها فقراء, البشرية كلها، من دون استثناء، مدعوة إلى أن تسود الأرض وتستثمرها وتعيش فيها حياة كريمة متساوية. الإنسان، كل إنسان مدعو إلى التغلب على الفقر لأن الأرض لجميع خلق الله، لجميع الناس بالتساوي.أرض الله للجميع. أمس واليوم. منذ الخلق وحتى اليوم. ثم وجدت الخطيئة ومنها التفرقة بين الناس، ومنها وجود الفقير إلى جانب الغني، ولكن الخطيئة وُجِدَت لا لتسيطر على الإنسان، بل ليقاومها الإنسان ويسترد في كل لحظة وفي كل حال الصلاح الأول الذي وضعه الله فيه.الإنسان خُلِق صالحًا كما أن الله صالح ثم كانت لحظة في تاريخه، لحظة مرور من الصلاح إلى الشر. فأصبح الإنسان قادرًا على إهمال أخيه في فقره، أو حتى على تجريده مما يملك، بل على قتله. تلك اللحظة ليست الأصل. إن كان الشر في الإنسان قديما، فالصلاح فينا هو الأصل. الله خلقنا على صورته ومثاله، خلقنا صالحين مثله. ومن ثمَّ، ضرورة العودة إلى الصلاح الذي هو الأصل فينا، في كل البشرية. حياة الأفراد والمجتمعات، في كل مساعيها، هي عبارة عن عودة مستمرة إلى ما كنّا، إلى ما خلقنا الله عليه، صالحين وإخوة بعضنا لبعض، وإخوة متساوين في حياة كريمة.
مشاركة :