كيف نحارب الإرهاب؟! | حسن ناصرالظاهري

  • 2/27/2015
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

أبدت العديد من الدول الشقيقة والصديقة تجاوبًا واستعدادًا كاملاً للتعاون مع المملكة في دعوتها المتضمنة "شن الحرب ضد الإرهاب"، وشكّلت تحالفًا يهدف بشكلٍ رئيس إلى تفكيك شبكة تنظيم "داعش"، وإيجاد بيئة داخلية وإقليمية في المنطقة لا تسمح بنمو مثل تلك الشبكات أو التنظيمات، ولكيلا تتحوّل المنطقة إلى معقل أو موطن جديد للجماعات والمنظمات الإرهابية، مستفيدين من تجربة الحرب على تنظيم "القاعدة"، والنجاح في شل قدراته إلى حدٍّ كبير، واليوم لا يشغل العالم المتحضّر سوى مكافحة الإرهاب الذي تمدَّد في معظم قارات العالم؛ تحت مسمياتٍ شتَّى، ولقد استشعرت رابطة العالم الإسلامي هذا الخطر، ودعت إلى مؤتمر أطلقت عليه: (الإسلام ومحاربة الإرهاب)، إدراكًا منها بالوضع الحرج الذي يمر به العالم حاليًّا نتيجة الأعمال الإرهابية التي شوّهت صورة الإسلام، وافتتحه الأحد الماضي سمو الأمير خالد الفيصل نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. والمتابع للقرارات التي صدرت عن ذلك المؤتمر، ومستوى الحضور الذي ضم مشاركين ينتمون لحضارات متعددة، وأنظمة مختلفة، وأديان متعددة، يدرك بأن الهم مشترك، وأن الجميع مدرك بأن الإرهاب عندما يختار ضحاياه لا يُفرِّق بين أديانٍ أو حضارات أو أنظمة، وأفعال داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية خير دليل على ذلك، فالحرق، وجز الرؤوس، لا تستثني أحدًا. لا نريد أن نقف عند حد البيان الختامي لمؤتمر (الإسلام ومحاربة الإرهاب)، بل نريد تفعيلاً لتلك القرارات، وتنفيذ مطلب خادم الحرمين الشريفين الذي جاء في طيّات خطابه المتضمن تشكيل منظومة إسلامية جماعية تتصدَّى لتشويه الإرهاب صورة الإسلام والمسلمين في العالم، وتدرأ خطره العظيم على كيان أمتنا الإسلامية. نريد أن نخرج بمظهر كالذي ظهرت به فرنسا؛ التي أرسلت لكل العالم رسالة أوضحت فيها بشاعة العمل الذي استهدف مجلة "شارلي أبيدو"، نحن في أمسّ الحاجة إلى إقناع الرأي العالمي بالأدلة والإثباتات بأن ما يجري من قتل وتدمير من قِبَل تلك المنظمات الإرهابية يرفضه ديننا الإسلامي الحنيف، حتى نفوّت الفرصة على المتربّصين بالإسلام. وأخيرًا نحن بحاجة إلى إعلام قوي يحمل على عاتقه نقل الصورة الحقيقية لسماحة الإسلام الذي ينبذ العنف وقتل النفس، ويعدّه من المحرّمات، لقد فشل إعلامنا العربي في نقل صورة البشاعة التي أقدم عليها (كريغ هكس) الذي قتل ثلاثة من العرب المسلمين، بينما نجح الإعلام الغربي في أن يجر بعض زعماء العالم لكي يشاركوا في المسيرة التاريخية التي نظّمتها باريس لإدانة الأعمال الإرهابية رغم الاختلاف. hnalharby@gmail.com

مشاركة :