عقوق وإرهاب! | حسن ناصرالظاهري

  • 8/14/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

تقف دول العالم قاطبة عاجزة عن مكافحة ظاهرة الإرهاب الذي تفشى على طول وعرض اليابسة، فمن السهل أن تنتصر دولة على دولة، لكن المعركة مع الإرهاب لن تكون كذلك، لأن العدو خفي، وسلاحه مزروع في صدره، ينتهز الفرص، وهب حياته رخيصة للقضاء على حياة الأبرياء، ولقد شاهدنا كيف تجرأ ابن على قتل والده، وعاق آخر على خاله، أحداث بشعة عشناها الشهر الماضي كانت محصلتها مقتل العشرات من المسلمين وهم يؤدون صلاتهم، كان آخرها ذلك الانتحاري الآثم الذي أودى بحياة عدد من أفراد قوات الطوارئ في مسجد المركز الذي يتدربون فيه. هكذا هو الإرهاب، يستهدف الأبرياء بدون قضية، لا يهم صانعوه، أو حتى منفذوه، أن يكون الضحية والدًا أو ولدًا، بل المهم هو إطاعة أوامر الذين وعدوهم بدخول الجنة، مديرين ظهورهم لقول الحق في الآية الكريمة «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق» وقول سيد البشر «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه». لقد وقفت طويلا أمام مقترح قدمه مجلس النواب الفرنسي الذي طالب فيه بالسماح بسفر الفرنسيين الراغبين في الالتحاق بالمنظمات الارهابية الى خارج فرنسا بغية تطهير البلاد منهم، بدعوى أن التضييق عليهم يجعل فرنسا مستنفرة أمنيًا، هذا المقترح أراه صائبًا لبلد كفرنسا، فالخطر من الخارج يمكن رصده والقضاء عليه قبل أن يصل للحدود، لكن الداخل صعب، ونحن هنا ضحايا لأبنائنا، الذين يلتحفون معنا لحاف الأمن الذي ننعم به، واتصور أن بقاءهم في الخارج أفضل من وجودهم بين ظهرانينا يترصدوننا في مساجد الله، والسبب كما قالت الزميلة الكاتبة الدكتورة حسناء القنيعير في مقال لها بصحيفة الرياض: إن التربة الحاضنة للإرهاب وأربابه مازالت نشطة، تعمل سرًا وجهرًا، لا أحد يتصدى لها سوى أجهزة الأمن».. صحيح هذا الاستخلاص إذا ما علمنا بأن عدد الذين تم إلقاء القبض عليهم بجهود من رجال الأمن يقدر بالآلاف، وما خفي منهم قد يكون أعظم. والأمر المفزع هو ذاك الذي دلت فيه بعض العمليات الإرهابية على أن بعض مرتكبيها هم ممن أنهوا برنامج المناصحة في مركز سمو الأمير محمد بن نايف، وكذلك نسبة المنتكسين التي أعلن اللواء منصور التركي أنها لا تتجاوز ١٢٪، وذلك يعني أن من بين كل ألف يوجد ١٢٠ مجرمًا خطرًا، يقيمون معنا كقنابل موقوتة، يختارون هم مكان وساعة الانفجار. وبسبب أولئك لم تعد البلدان والمطارات هي فقط التي تخضعنا لضرورة التفتيش، بل وحتى المساجد، وبهذا نرهق الدولة ونشتت جهودها في سبيل الحفاظ على الأمن، ويتوخى رجال أمننا منا الحذر. حفظ الله بلادنا ورجال أمننا من كل مكروه. hnalharby@gmail.com

مشاركة :