الإرهاب في عصر التفتت ! | حسن ناصرالظاهري

  • 11/7/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

حينما ثارت بعض الشعوب العربية من أجل التغيير فيما سُمِّي بالربيع العربي، أرادت أن يكون التغيير مضمونًا اجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا، يصون كرامتهم وكرامة أراضي بلدانهم، ولم تكن تتوقع أن تصل الأمور إلى هذه المرحلة من التمزق والتردي الاقتصادي، وأن يكون هذا التغيير طاردًا لسكانها رغم أن دولها تزخر بالحضارات والثقافات والموارد البشرية إضافة إلى ثراء بعضها، الأمر الذي أتاح للمنظمات الإرهابية من أن تجد ضالتها في شباب تلك الدول، وتقوم بتجنيد الآلاف منهم مستغلة ظروفهم الاقتصادية لترقى بطموحاتها إلى الحلم بتكوين دولة إسلامية، ولذلك فإن الإقبال من قِبَل بعض الشباب والشابات للانخراط في العمل مع تلك المنظمات لم يعد سرًا، ولقد رأينا ما كشفت عنه التحقيقات الأمنية التونسية التي أثبتت أن عملية "وادي الليل الإرهابية" التي تمت في شهر أكتوبر الماضي كان خلفها طالبات في مجال الإعلام والطب والهندسة لا تزيد أعمارهن عن 24 عامًا، شاركن في التصدي لقوات الأمن ويحملن أسلحة متطورة، ولديهن قدرة فائقة على المناورة، واتضح أن أولئك، وغيرهن، من الذين يتم تجنيدهم يتقاضون رواتب شهرية تتجاوز ما كانوا يطمحون إليه، حيث يتقاضى الواحد منهم 1200 دولار شهريًا، وهو مبلغ يسيل له اللعاب لدى شباب بالكاد يسدون رمقهم، ولا يجدون ما يهيئ لهم مواصلة تعليمهم في أجواء أمنية مناسبة. هذه السياسة تطبقها أيضًا المنظمات الإرهابية الأخرى كـ(داعش وجبهة النصرة والقاعدة والحوثيين) وغيرهم من المنظمات الإرهابية، فالمال أصبح يلعب دور السحر لدى كثير من الشباب المعدم الذي وقفت الخلافات حجر عثرة أمام أن يحيوا حياة كريمة، وحرمتهم من السعي طلبا للرزق، فـ"داعش" تمنح راتبًا قدره 400 دولار إضافة إلى 400 أخرى كبدل هجرة، و100 دولار عن كل زوجة، و50 دولارًا عن كل طفل، والسكن المجاني لمنسوبيها، وتمنح راتبًا سنويًا للعاملين في قطاع البترول يبلغ 225 ألف دولار للعمل في المنشآت النفطية التي استولت عليها، وتلك المغريات لاشك أنها تدفع بالعاطلين عن العمل إلى الالتحاق بتلك المنظمات الإرهابية تحت وطأة الحاجة للمال، وليس دائمًا بسبب اعتناق الفكر.والآمال مُعلَّقة على التحالف الدولي الذي بدأ الحرب على الإرهاب لأن يعمل ما بوسعه لاجتثاثه، فالتعاون والتنسيق الدوليان لمكافحته لهما أهمية بالغة في تعزيز قوة المجتمع الدولي تجاه القضاء على الإرهاب الذي أخذ أبعادًا دولية وتمدد في مختلف أنحاء العالم، والأهم من ذلك، لابد من تحقيق وعي دولي متنامٍ بأهمية مكافحة الإرهاب يشارك فيه الجميع. hnalharby@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :