مصر.. العصية على الإرهاب | حسن ناصرالظاهري

  • 8/24/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بالغ الكثير من المتشائمين ممن يكنون الكراهية لمصر بتوقع (حرب أهلية) في البلاد سوف تأكل الأخضر واليابس في بلد الـ(90) مليون نسمة نتيجة الانقسام الذي ظهر في أعقاب القضاء على حكم الإخوان الذي لم يدم طويلًا، بعد أن سحب الشعب المصري الثقة التي منحوها للرئيس المعزول نتيجة التردي السياسي والاقتصادي الذي وصلت إليه البلاد، إلا أن الأحداث التي تمت والتي تم فيها إخلاء الميادين من المعتصمين في زمن وجيز وبأقل خسائر ممكنة بالاضافة إلى عودة الهدوء إلى ربوعها، أخرست كل الألسن وأفشلت كل الفرضيات التي بنى عليها الحاقدون على مصر توقعاتهم، كما لم تستطع الأبواق التي تم شراؤها -رغم الدعم المالي والآلي الذي تهيأ لها- أن تؤثر على صلابة الموقف الشعبي أو أن تغير من قناعاته، كما لم تنجح في بث روح الفرقة بين الشعب وجيشه وقوات أمنه بواسطة المشاهد المفبركة والأخبار العارية من الصحة، فانتصرت إرادة الشعب على إرادة المنكفئين الذين حاولوا الاستقواء بالخارج بغية تدمير مقدرات بلادهم والقضاء على جيشها ورجال أمنها. لسنا معنيين بما إذا كان التغيير انقلابًا عسكريًا كما يدعي الإخوان، أم أنه تغيير بأمر الشعب رغم وضوح ذلك، لكننا ضد المظاهر المسلحة والاحتكام إلى لغة السلاح وزجاجات المولوتوف بزعم المطالبة بالشرعية، إن المذابح وإشعال الحرائق وقطع الطرق واستهداف رجال الأمن التي قام بها (الإخوان) كانت دليلًا قاطعًا على فشلهم لقيادة بلد بحجم وثقل مصر التاريخي والسياسي، ويكفي أنهم أوصلوها في زمن حكمهم القصير إلى شبح الإفلاس نتيجة التخبط السياسي والاقتصادي الذي كانوا يسيرون عليه لانعدام الخبرة والدراية لدى القائمين على شؤونها، ومن أجل ذلك جاءت المطالبة بالتغيير، وانتفض الشعب ليلحق بالمركب قبل أن يغرق، ذلك السلوك الذي انتهجه (الإخوان) في رابعة وفي النهضة وفي سيناء، أفقد الجماعة ولاء أغلب المتعاطفين المغرر بهم معهم بعد أن تيقنوا من أنهم عصابة متعطشة للدماء، وبعد أن تحققوا من تبعيتهم التي أسفرت عنها مواقف الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا المتعاطفة معهم والمباركة لسلوكياتهم. لماذا هذه الهجمة الشرسة على مصر؟ هل لأنها أقوى الحصون التي تقف حجر عثرة في وجه الحالمين بشرق أوسط جديد؟! إن مصر بشعبها الأبي، وجيشها القوي، تستعصي على كل القوى التي تتربص بها وتحيك لها المؤامرات، إذ لا يوجد بها «مهدي عاكف» و»برايمر» آخر، بل يوجد فيها من هم على استعداد للتضحية بأرواحهم فداءً لها وصونًا لكرامتها. halharby@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :