أهمية التخطيط لعملية «التطوير» في المواقع الإخبارية «69»

  • 3/12/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هل توصلت إلى حتمية إجراء عملية تطوير شاملة؟ هل أصبح الوضع الحالي غير مناسب لك ولتطلعاتك؟ هل بدأت رؤيتك للوضع المستقبلي لموقعك تتضح؟ إذا كانت إجاباتك تسير نحو عملية «التطوير»، من هنا يجب أن تبدأ وضع خطتك للوصول إلى الأهداف الجديدة والوضع الذي تريد تحقيقه.وقبل أن تبدأ في وضع الخطة يجب عليك أن تطرد كُلَّ التخوفات التي قد تتسلل إلى نفسك وعقلك، خشية فشل عملية «التطوير»، فمؤكد أن الوضع لن يكون أسوأ مما عليه الآن، ومؤكد أنك ستحقق نجاحًا باهرًا إذا ما خططت بعناية لتلك المرحلة. أنت الآن تقف على أرضية صلبة تعرف تمامًا الكثير عن سلبيات الوضع الحالي، ومعلومات لا بأس بها عن المستقبل وهدفك المنشود.ومن هنا تبدأ في الإعداد لتنفيذ عملية «التطوير»، التي لن تختلف عن عملية التخطيط لصناعة موقع من البداية، وإن كانت أصعب كثيرًا، وكلما كان نابعًا من فكرة المشاركة البنّاءة مع فريق العمل اكتسب فرصًا قوية للنجاح، فالتطوير المفروض من قبل الإدارة العليا «الملاك»، لن يكون بقدر كبير من الفاعلية.أهمية التخطيط لعملية «التطوير»«لا تطوير بدون تخطيط».. يعتمد «التطوير» على توقيت زمني محدد للتنفيذ، فعملية «التطوير» عملية مستمرة وفقًا لخطوات محددة وليست مجرد برنامج أو مشروع له بداية ونهاية، وبدون تخطيط جيد سيبدو المشهد عشوائيًّا وفوضويًّا. والتخطيط المسبق لعملية «التطوير» يساعد في تحقيق النقلة المنشودة للموقع من الواقع الحالي، إلى المستقبل الجديد والمكانة التي يستحقها، وهو ما يتطلب إدارة ومتابعة بأساليب علمية وطرق مدروسة لتحقيق الأهداف القصيرة والطويلة للموقع.و«التخطيط» عملية ديناميكية وبمثابة خريطة طريق لتحديد الاتجاه والنهج الواجب اتباعه وسبل تحويل الأهداف المثالية إلى خطة قابلة للتنفيذ وفقًا للإمكانات المتاحة، ووسيلة لتنسيق الظروف المادية والمهنية، وكيفية استغلالها لتحقيق أهداف الموقع، عبر تعزيز جوانب القوة بدلاً من التركيز على النواقص دون إغفال جوانب الضعف، فالتقدم يحدث دائمًا بالاستفادة من جوانب القوة.ويساعد التخطيط في توفير الوقت والجهد، ووضع إجراءات احترازية لمواجهة أي مشكلات قد تعرقل خطة العمل، أو تقلل فرص النجاح، فأحيانًا تطفو مشكلات على السطح بشكل غير متوقع، فتدفع إلى تغيير جذري في الأهداف وخطة العمل ومسار العمل داخل الموقع الإخباري.ويضمن التخطيط الجيد إحداث توازن بين رغبات ملاك الموقع الذي يهدف إلى تحقيق الربح وتعظيم الفوائد والاستثمارات، واحتياجات العاملين به الذين يسعون لزيادة أجورهم وتحسين أوضاعهم والاستقرار والأمان الوظيفي، وتطلعات الجمهور المستهلك الرئيسي والمعلنين مصدر التمويل الأول لأي موقع إخباري.كما يساعد التخطيط المسبق لعملية «التطوير»، في اكتشاف عناصر القوة والضعف المتعلقة بالجوانب الإدارية كمهام الهيكل التنظيمي والوظائف وصلاحياتها ومهامها ومسؤولياتها، والارتقاء بأساليب العمل، وأفراد فريق العمل وتدريبهم وتحفيزهم. كما يجعلك قادرًا على التخلص من خطوات ومراحل العمل غير الضرورية التي تعرقل وتعطل دورة النشر، وتنتقص من جودة المنتج الصحفي أو تؤثر فيه، واستخدام أفكار ابتكارية فعالة وقادرة على خلق حلول غير تقليدية لمشكلات العمل.وتدعم خطة «التطوير» عملية الاتصال بين أفراد العمل، وتعزيز القيم الإنسانية داخل الموقع وترغيب فريق العمل في التطور والإسهام في تحقيق الهدف إذا ما أعطوا الفرصة لذلك، وزيادة رغبتهم في تصحيح مسار الموقع إلى الاتجاه الأفضل.صحيح أن خطة «التطوير» تبدأ من القيادة الإدارية ويطبق عليها، حيث إن مثل هذا النشاط وتلك الجهود تستلزم وقتًا ومالاً وتدريبًا يجب أن يحظى بدعم القيادة الإدارية إذا ما أريد له النجاح، وهذا لا يعني سلبية العاملين في المستويات الأخرى، إذ إن هناك مسؤولية على جميع العاملين في تحقيق التحول المطلوب ومن شأن مشاركة العاملين في إعداد برامج «التطوير» تخفيف معارضتهم وزيادة فرص تعاونهم مع مشاريع الإدارة.فالعنصر البشري يظل العنصر الأهم في أي عملية تطوير، فهو المسؤول سواء عن رسم الخطط عندما يشغل الوظائف القيادية، أو عن تنفيذ وتطبيق الخطط عندما يكون مسؤولاً عن ذلك؛ لذا من المهم أن يكون مؤهلاً لعملية «التطوير» جيدًا.فعملية «التطوير» مهما كانت واسعة أو محدودة، تتوقف في النهاية على مدى قبول فريق العمل بها، ومدى تعاونهم لإنجاح هذه العملية، فغالبًا ما يتصرف الأفراد بوحي الدوافع والاتجاهات والخبرات التي تعكس خصائصهم النفسية تجاه أي عملية تطوير، لذا تنصح الإدارة حينما تتعامل مع الأفراد أثناء استخدامها استراتيجيات التطوير المختلفة أن تراعي ظروف هؤلاء الأفراد، وأن تنظر إلى سلوكياتهم المختلفة تجاه عملية «التطوير».وكلما كانت هناك إرادة حقيقية ودعم من الإدارة التحريرية أو ملاك الموقع بضرورة إجراء عملية تطوير شاملة للموقع، ودعم من فريق العمل المشارك، سواء في التنفيذ أو الإشراف على البرنامج التطويري، ساعد ذلك في التصدي لمقاومة عملية التطوير وكانت المهمة سلسة.ودعم الإدارة العليا «ملاك الموقع»، يجب أن يصحبه دعم مادي وليس معنويًّا فقط، فـ«لا تطوير بدون تكلفة فعلية»، فأي خطوة تخطوها إلى الأمام لها زمن وإن كان باهظًا في هدف أسمى وأفضل، ولن تنجح أي عملية تطوير إذا لما تكن هناك رغبة جادة من إدارة الموقع في إنجاحها بشكل مخطط، وينعكس ذلك على التزامها بمتطلبات العملية كافة، وإلا ستكون عملية التطوير مجرد عملية إجرائية تطرح حلولاً سطحية لمشكلات عميقة، ولن تحقق أي تطوير أو نتائج إيجابية.

مشاركة :