تحرص المواقع الإخبارية القوية دائمًا على توفير جميع الإمكانات لتحقيق الكفاءة والفعالية، والتخطيط الجيد لعملية «التطوير» كاستراتيجية دائمة تحافظ على استقرار الموقع، وتتناسب في الوقت نفسه مع الموارد المادية والبشرية المتاحة، وتكون ركيزة أساسية للحماية في ظل تلك المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمهنية والتهديدات كافة التي تتعرض لها منظومة العمل الصحفي في ظل الثورة المعلوماتية واللحظات الاستثنائية التي يتعرض لها العالم.ويتوقف نجاح برنامج التطوير في المواقع الإخبارية على 11 عاملا على النحو التالي: أولاً: عوامل إدارية تقديم الدعم والتأييد الواضحين من الإدارة العليا للموقع «الملاك»، وإدارة التحرير وقناعتهم بالحاجة إلى عملية التطوير. اختيار المشرفين على عملية التطوير بعناية فائقة من أشخاص يمتلكون المهارات الإنسانية والفنية اللازمة للتطوير فعليًّا، وامتلاك قدرة لإقناع المحررين وتدريبهم وتهيئتهم للتغيرات الجديدة. الانفتاح على تجارب الآخرين ومحاولة الاستفادة منها، مما يجعلها أكثر قربًا واستعدادًا لتبني برامج تطوير تتماشى مع متطلبات السوق. إجراء دراسة مسبقة لمعرفة عوامل القوة والضعف والقصور، والتوقيت المناسب لتنفيذ خطة التطوير. ثانيًا: تحديد طرق وأساليب التنفيذ:تحتاج تفاصيل أي برنامج تطويري قبل البدء في تنفيذه إلى الإجابة عن مجموعة من الأسئلة على النحو التالي: ما الأسلوب المناسب لتنفيذ عملية «التطوير»؟ هل هناك تدرج في تنفيذ برنامج «التطوير» أم سيطبق دفعة واحدة؟ ولماذا؟ ما توقيتات الانتقال من مرحلة إلى أخرى في برنامج «التطوير»؟ هل سيُنفذ برنامج «التطوير» بالتركيز على العمل الجماعي أو الفردي؟ هل سيكون برنامج «التطوير» خاصًا بقسم معين أو لجميع الفروع والأقسام في الموقع؟ ما الطريقة المثلى لتنفيذ برنامج «التطوير»؟ ما السياسات الفنية والإدارية والتحريرية والتسويقية التي سنتبعها؟ثالثًا: اختيار التوقيتات المناسبة:تحديد الفترة الزمنية الكافية لإنجازه، بصرف النظر عن الطريقة التي سيتم بها، لذا من المهم وضع جدول زمني محدد لتنفيذ برنامج التطوير، يشمل تحديد التوقيتات التالية: تحديد توقيت تنفيذ الدراسات اللازمة لعملية التطوير. تحديد توقيت البدء في تنفيذ برامج التطوير. تحديد توقيت الانتقال من مرحلة إلى أخرى. تحديد توقيت التحفيز وفق النتائج المتحققة.رابعًا: وضع الخطط المفصلة للتنفيذ:الخطط هي أداة لتنفيذ وترجمة الأهداف والاستراتيجيات الخاصة ببرنامج التطوير، لذا من المهم العمل على تحديد النقاط التالية: وضع جدول زمني يرسم خطط التنفيذ بالتفصيل. أن تتضمن الخطط دور كل فرد في فريق العمل. أن تتضمن أهداف وطريقة عمل كل قسم. أن تتضمن الخطة طريقة التعاون بين الأقسام والإدارات.خامسًا: تأسيس إدارة واعية للتطوير: نجاح أي برنامج تطوير يعتمد بشكل أساسي على فريق التطوير وقدرته على تنفيذ الأهداف ورسم الخطط والاستراتيجيات؛ لذا من المهم القيام بالتالي: تشكيل فريق عمل خاص لعملية التطوير، بحيث تعامل البرامج معاملة أي مشروع جديد. منح الاستقلالية لفريق التطوير لتنفيذ الخطط طالما تمت الموافقة عليها. منح فريق التطوير الحق في تحديد أهدافه وكيفية إنجازه ومراقبة تنفيذه وتحديد ميزانيته. منح فريق التطوير حق رسم قواعد التعامل وسياسة العمل.سادسًا: الصبغة الشخصية لعملية التطوير:الأفراد لا يقبلون التطوير إلا إذا تم ربطه بأهدافهم الخاصة أو وظائفهم، وكلما كان الربط بين المصلحة العامة للموقع والمصلحة الشخصية لفريق التحرير وثيقا كتب للبرنامج النجاح وذلك على النحو التالي: توفير المعلومات اللازمة لهم عن أسباب التطوير وفوائده ونتائجه المتوقعة. شرح الفوائد التي ستعود على الأشخاص نفسهم حال نجاح خطط التطوير. تقديم الحوافز المادية والمعنوية لتشجيع العاملين على الإنجاز.سابعًا: مشاركة فريق العملالتطوير الذي يتم بالتهديد والقوة من الصعب تحقيقه، لأن الأفراد غالباً ما يعملون على إفشاله، لذا يجب القيام بالآتي: مشاركة فريق العمل في إعداد برامج التطوير. الاستماع إلى الانتقادات والنصائح الصادرة من فريق العمل. تحفيز فريق العمل من محررين وتنفيذيين ودفعهم للمشاركة بفاعلية في خطة التطوير. تشجيع فريق العمل من «مديرين ومحررين» على تقديم الاقتراحات والمبادرات الابتكارية والإبداعية.ثامنًا: تحفيز القائمين على التطوير:يحتاج أي برنامج تطويري إلى تحفيز القائمين عليه، بهدف إشعارهم بقيمتهم وتقديرًا لإنجازاتهم، وذلك عبر الطرق التالية: تقديم الدعم المعنوي بالإشادة والدعم وقت مقاومة فريق العمل. تقديم الدعم المادي بالمكافآت بعد النجاح في كل مرحلة من مراحل التطوير. توفير الموارد البشرية والمادية والتقنية التي تهيئ للتطوير وتساعد على تنفيذه وبلوغ أهدافه.تاسعًا: الاستعداد للمقاومة:اختلاف وجهات النظر والآراء غالبًا ما يحدث مقاومة وصراعًا، وبالتالي يجب على القائمين على عملية التطوير محاولة تحويل المقاومة أو الصراع إلى عمل إيجابي من خلال المناقشة الصريحة، وتبادل وجهات النظر بطريقة تفاعلية ايجابية، ولذلك يجب القيام بالآتي: توفير المناخ الملائم لقبول التطوير وعدم مقاومته من قبل فريق العمل. تشكيل وحدة لمعرفة مستوى رضا فريق العمل عن عملية التطوير واتجاهاتهم لمقاومته. إجراء عمليات تقييم مستمرة للتعرف على النتائج وردود الأفعال وتذليل العقبات. تشجيع فريق العمل من «مديرين ومحررين» داخل الموقع على التعبير عن ردود أفعالهم وشعورهم ومشكلاتهم من التطوير.عاشرًا: بناء المهارات: يجب إقناع القائمين على التطوير أو المتأثرين به على أنه عملية تعليمية تقدم إليهم المهارة الفنية والمعلومات المفيدة، بدلاً من الشعور بالخوف منه، لأن الشعور ببناء القدرات الجديدة للتأقلم مع التغيير الجديد الناتج عن التطوير، يجعل من العاملين أداة فعالة لإنجاحه.حادي عشر: بدائل برامج «التطوير»قد تفشل في تصميم برامج متكاملة لعملية «التطوير»، لذا من المهم اتخاذ الاحتياطات التالية: تصميم بدائل من خطط ومراحل للتصدي لأي عراقيل قد تحدث، ولتكن جاهزًا في حالة عدم تحقيق النتائج المرجوة. وضع تصورات للمشكلات والعراقيل التي قد تواجه عملية التطوير وطرق حلها. وضع برامج تدريبية مرنة لتعليم فريق العمل كيفية تنفيذ التكليفات.
مشاركة :