الشارقة: «الخليج» تضمن برنامج بينالي الشارقة 14 «خارج السياق»، مجموعة مميزة من الفعاليات تشمل ثلاثة معارض رئيسية هي: «رحلة تتخطى المسار»، و«صياغات لزمن جديد»، و«ابحث عني فيما تراه». وتوزعت أنشطته على مواقع عدة من إمارة الشارقة، مثل: منطقة المريجة، ومنطقة الخط، ومنطقة الفنون، واستوديوهات الحمرية، ومصنع كلباء للثلج، وروضة كلباء، إلى جانب أحد المواقع في إمارة أم القيوين. وقالت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون: «لقد حاول بينالي الشارقة عبر مسيرته الطويلة أن يكون منصة للمبدعين، ونافذة لدعم وتطوير الفنون المعاصرة، وأن يتماهى مع مشروع الشارقة الثقافي الذي كان ولا يزال مرجعيتنا الأولى في كل المشاريع والبرامج التي نقيمها في المؤسسة». وأضافت: «وكلنا أمل بأن يمثل هذا اليوم إضافة إلى تقويم العمل الثقافي، وأن يعبر عن طموحاتنا وتطلعاتنا في المؤسسة التي أكملت في هذه الدورة عامها العاشر، وهي لا تزال تعمل يوماً إثر يوم على تطوير برامجها وفعالياتها بما يلبي احتياجات مجتمعاتنا المحلية، ومكانة الإمارة على الصعيد الإقليمي والدولي». وكانت المؤسسة، قد أعلنت مساء يوم افتتاح البينالي، عن أسماء الفائزين بجوائز الدورة الجديدة، ومزجت عروض الأداء في البينالي بين الموسيقى والرقص والقراءة والغناء، وفي مقاربة لبعض تلك العروض أحيا الفنان نيو مويانغا في عمله الموسيقى «في منزل ميكدبا» الذي أقيم على شاطئ البحر في مدينة الحمرية ذكرى مغنية الجاز الراحلة ميريام ميكدبا، في مسيرة كان لها طابع جنائزي، تداخلت فيها أنغام الموسيقى الحزينة مع الحركات التعبيرية لمقدمي العرض الذين اتشحت ملابسهم بالسواد. وبالرغم من ثقافتها وموهبتها، إلا أن التاريخ الحديث لم يأت على ذكر ميكدبا سوى كمترجمة أساسية لمعنى أن يكون المرء إفريقياً في عالم يشهد أفول الإمبراطوريات. وعلى خلفية عجزها عن العودة إلى ديارها بسبب إجهارها بآرائها المناهضة لنظام الفصل العنصري (الأبارتيد)، عاشت ميكدبا في «إفريقيا المسلمة»، لتغني في دورة ألعاب عموم إفريقيا التي استضافتها الجزائر 1978. وبينما حاول الفنان مهاو موديساكنجمن، خلال عرض أداء «أرض الزنج» الذي أقيم في مصنع كلباء للثلج، أن يربط ما بين عمليات التهجير في تاريخ جنوب إفريقيا المملوء بالتمييز العرقي، وبين تجارب أفارقة الشتات الذين اكتسبوا رسمياً صفة رقيق.