الشارقة: علاء الدين محمودانطلقت، صباح أمس، في مؤسسة الشارقة للفنون ضمن بينالي الشارقة 13 «تماوج»، فعاليات «لقاء مارس» العاشر، بحضور الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيسة المؤسسة، وحضور كثيف من متابعي وفناني اللقاء.وأكدت الشيخة حور القاسمي أن المشاركات اتسعت، والموضوعات تنوعت منذ عقد أولى فعاليات «لقاء مارس» قبل 10 سنوات عام 2008، وأشارت إلى رسوخ هوية اللقاء طوال تلك السنوات، الذي صار يجمع سنوياً طيفاً واسعاً من الفنانين والباحثين، لمناقشة ثيمات محددة، ويتضمن هذا العام برامج حافلة بالجلسات والنقاش، وعروض الأداء، والأفلام، ونوهت الشيخة حور القاسمي بأن «البينالي» استطاع أن يثبت نفسه في المحافل الدولية كمنصة نوعية تتناول المتغيرات والمستجدات التي يحفل بها الفن في العالم، إلى جانب نجاحه في التفاعل مع مختلف المؤسسات الثقافية في العالم.وفي الاتجاه نفسه، أشادت قيّمة البينالي كريستين طعمة بالمجموعة العاملة في مؤسسة الشارقة للفنون، ورفاقها في مؤسسة «أشكال وألوان»، متوقعة أن يفرز البينالي، ولقاء مارس، نقاشات وورش عمل ومداخلات وعروضاً مثمرة ومفيدة، كما تحدثت عن المؤسسات الثقافية في ظل التقلبات الدولية والعالمية، مؤكدة أهمية الأفكار التي ينتجها البينالي بغض النظر عن هذا العالم المتلاطم الأمواج من حولنا.بدأت فعاليات اللقاء بحلقة نقاشية بعنوان «ابتغاء المؤسسات»، تناولت تجارب ودور بعض المؤسسات الفنية، والتحديات التي واجهتها ثقافياً وسياسياً، وكيفية استمرارها، خاصة تلك المؤسسات المتوسطة والصغيرة، التي حملت همّ تحدي نشر الثقافة والفنون، بإمكانات عادية ووسط ظروف غير مواتية، وهي مؤسسات خاصة يقف وراءها مجموعة من الناس مشتغلين في الأدب والفنون، وعكست أجواء النقاش المشكلات التي تواجهها تلك المؤسسات من حيث تكوينها، فهي لا تضم فنانين فقط، ولكن، عمالاً وموظفين، وتناولت الجلسة كيفية التعاون بين المؤسسات التي تعمل في مجال الفنون، وهي القضية التي طرحها مدير الجلسة تشارلز ايشة، على المشاركات في النقاش وهن: الكورية الجنوبية بينا تشوي، والأردنية آلاء يونس، و المصرية مها مأمون. بينا تشوي، وهي مديرة في مؤسسة كاسكو، ذكرت أن خبرتها في المؤسسات المهتمة بالفنون، مكنتها من معرفة مشكلاتها، ولا سيما المؤسسات الفنية الصغيرة والمتوسطة، متناولة طرق عملها ورغبتها في الانطلاق، والاتجاه الذي ستسلكه في المستقبل، في ظل الرأسمالية والعولمة، وكيفية التخلص من تبعات الهيمنة التي تجابهها تلك المؤسسات في ظل هذا النظام، من خلال التمويل، وشبكات المانحين. ونوهت تشوي بالأزمة الاقتصادية العالمية، التي حدثت في عام 2008، وأثرها الاقتصادي في العالم، وفي هذه المؤسسات، عندما تراجع التمويل، وذكرت أن العالم بعد هذا التاريخ تغير كثيراً، وحفل بالأحداث، وأن تلك المؤسسات تضررت كثيراً، غير أن تشوي عبرت عن أملها في أن يحمل المستقبل حلولاً، وأشياء جديدة.وأكدت تشوي أن بروز المؤسسات الفنية هو ظاهرة عالمية، وكانت بداياتها في تلك الشركات الصغيرة والمتوسطة، منذ سبعينات القرن الماضي عندما برزت كاتحادات وجمعيات، خاصة في غرب أوروبا، لتصبح منتشرة عالمياً. وأكدت أن بلدان الشمال ظلت تقدم المنح المالية لتلك المؤسسات في الجنوب، وذلك يكشف عن معادلة استعمارية، لا بد أن يتحرر منها الجنوب.وتحدثت آلاء يونس، عن المشاريع والمؤسسات الفنية والحاجة إلى تطويرها، وتناولت تجربتها مع أعمال الأديب غسان كنفاني التي تناولت المنفى، والبؤس، ومعاناة اللاجئين، وكيفية العمل على جمع هذه الأعمال في كتيبات، وترجمتها إلى لغات مختلفة، وأنهم في مؤسستهم عملوا في مجال الصور الرقمية، والأفلام، والتصوير، مع باحثين ومهتمين في المجال نفسه، وقالت «إن العالم والمنطقة العربية لا يشهدان استقراراً، وإنهم في عملهم يبحثون في طرق أكثر استقراراً».وناقشت مها مأمون تجربتها مع فريق عمل مؤسسة «سي آي سي»، وهي مؤسسة للتصوير، وذكرت أنها تعمل مع مجموعة التقت على حب مهنة التصوير الصحفي، فكان لابد من إنشاء مؤسسة مركزية، حيث إن المؤسسات الحكومية لا تقوم بوظيفتها المحورية، وأنهم قد سدوا فراغاً كبيراً، وأعطوا الشباب فرصة لعرض أعمالهم، بعيداً عن الهجمة السياسية، التي شنت على الساحات الفنية.
مشاركة :