حور القاسمي : «بينالي الشارقة» منصة لدعم التجارب النوعية

  • 4/25/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» أكدت الشيخة حور القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، أن بينالي الشارقة لا ينفصل عن طبيعة الحراك الثقافي والفني في المنطقة، فقد تنامى وتطوّر من خلال تراكم الخبرة وتفاعله مع متغيرات الفنون البصرية والمستجدات التي يحفل بها الواقع الفني، وقد حاول البينالي منذ انطلاقته عام 1993، أن يقدم صورة متكاملة عن التجارب والممارسات الفنية التي يقدمها الفنانون على الصعيد العربي والدولي، على اختلاف أساليبهم وأنماطهم التعبيرية، غير أنّ آليات اختيار المشاركين قد اختلفت منذ عام 2003، بعد أن أصبح للبينالي بنية مؤسسية تعتمد على وجود «قيّم» له كافة الصلاحيات باختيار الفنانين، وشكل العرض والفعاليات المصاحبة للبينالي، إلى جانب وجود «ثيمة» محددة تنتظم حولها الأعمال المشاركة، في الوقت الذي كانت فيه المشاركات تتم وفق التمثيل الإقليمي والرسمي، حيث كانت الدول المشاركة ترسل ترشيحاتها من الفنانين إلى جانب وجود بعض الدعوات الموجهة بشكل مباشر إلى الفنانين. ومن جهة أخرى فقد اتسعت نوعية ومساحة المشاركات حيث ضمت إلى جانب المعارض الفنية، عروضَ الأداء وعروض الأفلام، إضافة إلى التكليفات وإنتاج أعمال خاصة للبينالي، وقالت الشيخة حور القاسمي: أعتقد أن البينالي استطاع أن يحقق بعض مساعيه في تفعيل الفنون البصرية ودعم التجارب النوعية، وإدراج البرامج المجتمعية في عروضه من أجل تعميق التفاعل والانخراط مع البيئة المحلية.لفتت الشيخة حور القاسمي، إلى أن من بين جديد النسخة الثالثة عشرة من بينالي الشارقة، اختيار القيّمة كريستين طعمة، مدير «أشكال ألوان» في بيروت، لتنظيم الدورة الحالية للبينالي، والتي اختارت بدورها مفهوم «تماوج» كثيمة ناظمة للمشاركات الفنية، وذلك من خلال أربع كلمات رئيسية، هي: الماء، الأرض، المحاصيل والطهي، وذلك في محاولة للوقوف على أهم المكونات الحياتية وتداخلاتها مع الفنون البصرية، في صياغة تتجاوز الفصل بين الإبداعي واليومي، وبين الخيالي والواقعي، وتستشرف في الوقت نفسه منظومة جمالية وثقافية يمكن أن تسهم في إغناء الحياة التي نعيشها. وتابعت: من هنا تم اقتران عروض البينالي مع منصّة النشر الإلكتروني tamawuj.org، والمكتبة الإلكترونية «شبشب»، إضافة إلى برنامج عروض الأفلام والبرنامج التعليمي المتشابك مع طروحات البينالي والذي تَجسّد على شكل «مدرسة بينالي الشارقة 13»، بحيث يستمر طوال عام كامل، ويغطي مختلف مدن الشارقة في المنطقة الشرقية والوسطى. وأضافت: من جهة أخرى فإن البينالي هذه المرة قد امتد خارج الحدود الجغرافية للشارقة، حيث شمل عدة مشاريع موازية في كلّ من داكار، ورام الله، واسطنبول وبيروت، وبالتالي تصبح كل هذه الأمكنة مشرعة على الأسئلة والاقتراحات التي يطرحها البينالي 13 خارج الحدود الجغرافية والإقليمية. وأوضحت أن البينالي ضمّ أكثر من 70 فناناً مشاركاً من مختلف أنحاء العالم، وتم إنتاج ما يقارب 30 عملاً فنياً جديداً، بتكليف من مؤسسة الشارقة للفنون، وشملت العروض الأعمال التركيبية وأعمال الفيديو، وعروض الأداء والأفلام، إلى جانب المحاضرات وجلسات النقاش التي حفل بها «لقاء مارس» في دورته العاشرة، والذي تزامن هذه الدورة مع البينالي، بحيث تم تصميمه واختيار المشاركات فيه بصورة تكاملية ومتناغمة مع طروحات البينالي.تجدر الإشارة إلى أن بينالي الشارقة الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون، يستقطب طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، والإمارات، والمنطقة، ومنذ انطلاقة البينالي في العام 1993، تم تكليف فنانين وإنتاج أعمال للبينالي، قُدمت على شكل أعمال تركيبية أو عروض أداء أو أفلام، لخلق فرص للفنانين خصيصاً، باعتباره منصة فنية دولية للعرض والاختبار، وتعمل المؤسسة على مجموعة من المبادرات والمشاريع والبرامج الأساسية التي تعكس تاريخ البينالي، وتستجيب لاحتياجات المجتمعات المحلية والإقليمية المتنوعة، وتضم برامج ومبادرات المؤسسة، «بينالي الشارقة»، و«لقاء مارس» السنوي، الذي يتزامن هذا العام مع البينالي 13، متضمناً حلقات نقاش، وحوارات، وعروض أفلام، ومجموعة متنوعة من عروض الأداء المرتبطة بالإطار المفاهيمي لبينالي الشارقة، حيث سيجتمع عدد من القيمين والدارسين والباحثين لإجراء حوارات رسمية وأدائية تتناول موضوعات تتعلق بالشبكات والبنى التحتية للمؤسسات، والمعارض التي تقام على مدار السنة، والعديد من البرامج التي تركز على مجالات معينة، كالتواصل مع المجتمع والتطوير المهني والبرامج التعليمية، إضافة إلى الفنانين وبرامج الأفلام والموسيقى، كما تحتفظ المؤسسة بمجموعة متنامية من المقتنيات التي تتضمن أعمالاً من تكليف وإنتاج المؤسسة، وأعمالاً مدعومة من قبل برنامج الفنان المقيم وبرنامج الإنتاج، وأعمالاً متعلقة بمعارض المؤسسة، ويتم تنظيم الفعاليات في المباني الفنية لمؤسسة الشارقة للفنون، وفي عدد من المباني التقليدية والساحات، ومن ضمنها سينما سراب المدينة، وجميع فعاليات ومعارض وبرامج المؤسسة مجانية ومتاحة للجميع، ويعتبر البينالي منصة جامعة للفنون. استوديوهات الحمريةفي 19 فبراير/ شباط الماضي، افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، استوديوهات الحمرية التابعة لمؤسسة الشارقة للفنون، وذلك في منطقة الحمرية، بحيث تكون إحدى المساحات المعمارية الجديدة للمؤسسة، لتسهم في ترسيخ دور المؤسسة في الشارقة، وتعمق علاقتها التفاعلية مع جمهور الفن المحلي، وجاء تصميمها ليشكل مساحات فنية جديدة متعددة الوظائف يتم من خلالها توفير مشاغل ومراسم للفنانين، بحيث تمكنهم من التركيز على إنتاج الأعمال الفنية والتفاعل مع غيرهم من الفنانين في آن واحد، والعمل على مشاريعهم في فضاء احترافي يتوافر على كافة الاشتراطات المثالية للإنتاج والتأمل والإبداع، إلى جانب مساحات مخصصة لعرض الأعمال الفنية، وإقامة الأنشطة والفعاليات الخاصة بمؤسسة الشارقة للفنون، وذلك تلبيةً للحاجة المتنامية والمتزايدة للجمهور ومتذوقي الفن، وأيضاً لإتاحة الفرصة للزوار للتمتع بمجموعة واسعة من التصميمات الداخلية والخارجية متنوعة المساحات، وتمتد على مساحة 1749 متراً مربعاً.

مشاركة :