قضية الطفل الذي قتلته والدته قبل أسابيع قليلة بعد تعذيب طويل تحكي قصة مأساة من عدة فصول، كلها مليئة بالألم ومشحونة بالآهات والزفرات، لا تشويق فيها ولا إثارة بل سواد متشح بالسواد. كيف تحوّلت الأم إلى هكذا وحش؟ سؤال عجيب غريب محاط بكثير من الأسرار والألغاز؟ كيف نشأت هذه الأم؟ وماذا كان برنامجها اليومي؟ هل كان عنفًا باستمرار وتعنيفًا بلا نقاش ولا حوار؟ لا أعلم إن كان أي منا سيجد جوابًا يومًا ما! ليس لمجرد التطفل، وإنما للعبرة والفهم، فهي حادثة عصية على العقل السوي مهما شطّ وغوى، ومهما استجاب لضغوطات النفس والهوى. هل في تاريخ الأم جواب يغني؟ إن كان كذلك فليعلمه الآخرون حتى يثوبوا إلى رشدهم إن كانوا من (العينة) نفسها، وإلا فالعبرة حتى يتجنبوا أفعال القهر والعنف والغلظة! فصل آخر عن دور الأب الذي يبدو أنه طليق قديم أو ميت تُرجى له الرحمة! لماذا تاهت بوصلة الأبوة عن طريقها؟ وأين هم الأعمام والعمات؟ أين الجد والجدة؟ هكذا تمر السنوات ولا شكوى تُرفع ولا ملاحظة تُكتب ولا أحد يسأل! هكذا يُلقى بالأطفال دون سؤال ولا متابعة ولا معرفة بالحال؟ وفصل عن الشؤون الاجتماعية ممثلة في المديرية أو ما دونها، وكذلك ما فوقها! أين هي العيون الساهرة على كل الحالات الأسرية ذات العائل الواحد أبًا أو أمًا؟ أليس من الواجب متابعة هذه الحالات بصفة دورية منتظمة! وأما عن المدارس، فالسؤال لا يزال مفتوحًا: إلى أي مدى تغض المدارس طرفها عن حالات العنف التي لا تكاد تخطئها عين؟ أو حالات البؤس التي هي ظاهرة في الوجه والعين؟ متى تشعر إدارات المدارس أنها جزء من فريق مسؤول عن حماية هؤلاء الصغار باستمرار؟ متى تتغير العقليات التربوية لتخرج عن الحيز الضيق الذي وُضعت فيه، ولتعلم أن التعليم ليس مجرد تعميمات تُنفذ وتعليمات تُتلى، بل هو أكثر من ذلك. التعليم رسالة أولها الرعاية والاهتمام والحب، وآخرها الكتاب والواجب وقاعة الدرس. ومتى ما أهمل الأول ضاع الأخير. عنوان الفصل الأخير: هل هذه الأم جانية حديثة، أم ضحية قديمه؟!. salem_sahab@hotmail.com
مشاركة :