تطورات عديدة متسارعة وأحداث جسام مرت وصعدت على السطح بقوة خلال الأسبوع الماضى.. سواء كانت :محلية أو اقليمية أو دولية ,,أهمها بلا شك موضوع التعديلات الدستورية والتى تحتاج لأن تبسط للمواطن العادى عبر الصحافة والاعلام وبرامج "التوك شو" حتى يستطيع أن يذهب للاستفتاء عليها وهو قد ألم بمضمونها وفهمها جيدا..خاصة فى ضوء أهميتها البالغة ومناقشتها حاليا بالبرلمان فى اطار الحوار المجتمعى الدائر به.أيضا تسارعت وتيرة الأحداث فى المنطقة ,خاصة :بالسودان ومن قبلها الجزائر..لدرجة أنها لم تكتف بالاطاحة بكل من:الرئيسين :البشير وبوتفليقة ,بل أن الجدال هناك لم يحسم بعد حول من يتولى ادارة شئون البلاد:العسكريون أو المدنيون, وماهى الفترة الانتقالية المطلوبة..وما هو شكل نظام الحكم..وماهى الأولويات أو الأجندة الوطنية المتفق عليها بين القوى والفعاليات المختلفة بكل منهما...وزادت أيضاحدة الصراعات فى "طرابلس:ليبيا"بين الجيش الوطنى والفصائل المسلحة..وكذا فى اليمن..وغيرهما..ومابين هذا وذاك جاء الموقف المصرى بحكمته وعقلانيته ليعلن موقف مصر المنحاز لارادة الشعوب..وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول أيا كانت درجة انتمائها وقرابتها لمصر..وهو الأمر الذى لفت انتباه القوى الدولية بأسرها ,وحرصت القامات الدولية الرفيعة على التواصل مع الرئيس السيسى وسماع رأيه فى هذه القضايا بدقة وشفافية. مغزى الزيارة الرئاسية الأخيرة: ولعل الأمر الذى لا تخطأه العين أبدا هو الزيارة الناجحة التى قام بها الرئيس /السيسى لكل من:الولايات المتحدة ومنطقة غرب أفريقيا ...وحيث أن المقصود ليس هو تتبع أنشطة الرئيس الخارجية ودراسة نتائجها الباهرة ومردودها المحلى والاقليمى والعالمى بقدر ماهو قراءة وتأمل فى تنوع تلك الزيارات وأهميتها ومدى تأثيرها باختلاف توجهاتها...وبداية يمكن القول أنه قد لا تنجح القيادات بشكل عام دوليا وتؤتى بثمارها مالم تنجح محليا واقليميا سواء عربيا أو أفريقيا وقدرتها على التأثير والتأثر فى محيطها المجاور...ومن هنا أسجل اعجابى حقيقة بنشاط الرئيس الخارجى ,وتنوع زياراته وامتدادها شرقا وغربا,شمالا وجنوبا ...ففقط وفى عام ٢٠١٩ شارك الرئيس فى قمة أديس أبابا الأفريقية وقمة تونس العربية وما بينهما القمة العربية-الأوروبية بشرم الشيخ..أضف الى ذلك كل اللقاءات والانشطة المتنوعة داخليا مابين الشباب والمراة والبحث العلمى والتعليم العالى,والأنشطة الاقتصادية والتنموية وتفقد المشروعات الخدمية,ويكفى أن نذكر أن الرئيس وبعد عودته من زيارته الخارجية زار "محور روض الفرج"فجر الأحد 14/4 ليثبت بحق أنه يعمل بكل جهده وليلا نهارا "وخارج الصندوق"لاعلاء شأن هذا الوطن والنهوض به. القمة المصرية-الأمريكية:وفيما يخص القمة المصرية-الأمريكية ،والتى أشارت ردود الفعل والمؤشرات الدولية وكافة التصريحات الصادرة من الجانب الأمريكى بنجاحها ,وحيث جاءت كسابقتها لتحمل رؤية شاملة بين البلدين فى كافة الشئون الدبلوماسية والأمن القومى والأمور ذات الصلة بالعلاقات العسكرية والاقتصادية ولتؤكد على أهمية الحوار الاستراتيجى بين البلدين رغم اختلاف وجهات النظر بين الجانبين فى العديد من القضايا المصيرية والعربية بالأساس. رغم ذلك،فالولايات المتحدة هى القوة الأولى فى عالم اليوم..وهى المصدر الفعلى حتى الآن للتأثير فى العالم وعلى الأقل لعقدين قادمين..وهى رغم اختلاف توجهاتها فى عهد"ترامب"بشكل يمينى واضح لكن لايجدى فى عالم اليوم أن تظل بعيدا عن قوة التأثير الأولى بدون أن تعرض رأيك على الأقل وتنقل وجهة نظرك ويفهمها الآخر فى عالم لايقبل الا لغة المصالح والمنفعة وماذا يمكنه أن يستفيد منك..وهنا يظهر دور مصر كوسيط محايد ومقبول لدى الاطراف المتنازعة خاصة فى موضوع الصراع الفلسطينى-الاسراييلى وغيره من القضايا العربية المحورية الاخرى خاصة فى:سوريا،وليبيا،واليمن وغيرها. الزيارة لمنطقة غرب أفريقيا:.. وفيما يخص الزيارة الافريقية الرئاسية لمنطقة الغرب..فهى لاشك أنها أتت فى اطار ٣ محاور أو أبعاد رئيسية،أولها أنها أتت فى اطار رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي..وفى اطار العمل على دعم التعاون المتبادل مع دول القارة المختلفة وفى مختلف التوجهات. فيما يخص البعد أو المحور الثانى ألا وهو تميز علاقات مصر مع دول الغرب الأفريقى صاحبة التوجه الاسلامى فى معظمها والتى تنضوى أيضا تحت راية منظمة"الفرانكفونية"والتى سبق وتولى رئاستها د.بطرس غالى من قبل...وكان لمصر اسهامات ورؤى فكرية عديدة فى تطويرها.كما مثلت بعض هذه الدول خاصة:السنغال..وكوت ديفوار بوتقة للثقافة الفرنسية فى القارة...أيضا تميزت علاقات مصر مع هذه الدول بأنها تاريخية...خاصة فى اطار علاقات الرئيس"عبد الناصر"مع كل من:سيكوتورى ونكروما وسنجور وغيرهم..ولقد كان لمصر خط ملاحى فى الستينيات ينقل السلع والبضائع لغرب افريقيا وشرقها...وهو مايحتاج لاعادة احياءه مع هذه المجموعة المتميزة من الدول وصاحبة نموذج متميز فى التنمية ..واحصائيات متباينة فى تقرير التنمية البشرية. أما المحور الثالث والأخير ..فلقد تمثل فى أن الغرب الأفريقى وقياداته بالتالى منخرطون فى القضايا محل التشاور الدولى الدائر حاليا بشأن قضايا الهجرة غير المشروعة وملفات الأمن ومواجهة العنف والارهاب..وهذه القضايا كانت فى بعض منها محل نقاش بين الرئيسين:ترامب والسيسى. ولعل هذه الزيارة الهامة والناجحة بلا شك تعد الزيارة المجمعة الثانية التى يقوم بها الرئيس/السيسى لأفريقيا..حيث سبقها منذ قرابة عام ونصف تقريبا زيارته لكل من:تنزانيا ورواندا وتشاد والجابون...كما أنها تعد الأولى لرئيس مصرى لكوت ديفوار..والزيارة التالية لغينيا كوناكرى منذ عام ١٩٦٥..وحتى السنغال كانت آخر زيارة لها عام ٢٠٠٧..ومن ثم،فهى تعد بمثابة اعادة للتواصل وتأكيد التقارب والاندماج مع دول الغرب الأفريقي.
مشاركة :