تشكل المقتنيات الخاصة بالجماعة الفنية، التى يحتفظ بها متحف المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إرثا فنيا ضخما، نظرا لما يحفظه من تاريخ يمثل حركة وتطور الفنون المسرحية والموسيقية والغنائية بشكل كبير.يظل دور الفنان يوسف وهبى فى مسرحيته الشهيرة «كرسى الاعتراف»، أو الكردينال، وأحد مقتنياته الخاصة والنادرة به، أحد أهم الأدوار فى تاريخ الفنان الكبير، فنحن أمام شخصية عظيمة تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح العربي، وتظل عالقة فى أذهان الجميع، حيث قدمت فرقة رمسيس لأول مرة هذا العمل فى ٢٢ نوفمبر ١٩٢٦، من تأليف «لويس باركر» وترجمة محمد أسعد لطفي، وإخراج عزيز عيد، شارك بطولة العمل يوسف وهبي، حسين رياض، فتوح نشاطي، زينب صدقي، زكى رستم، فاتن حمامة، وغيرهم، وتوالى عرضها بعد ذلك مرات عديدة حتى عام ١٩٥٧.يقول الناقد أحمد محمد الشريف، عن الشخصية الخاصة بهذه الملابس فهو الكردينال «جيوفاني» أحد رجال الكنيسة بروما، الذى يعيش فى قصر أسرته العريقة «آل ميدتشي» مع والدته التى تأمل أن يصل الكاردينال إلى كرسى البابوية، فيقع فى صراع بين الواجب الدينى والضمير الإنسانى نتيجة اعتراف قاتل وهو الشقيق لأحد رجال الدين بأنه قتل وكان قد اعترف أمامه عند كرسى الاعتراف بجريمته ويحكم القانون بالإعدام على شخص آخر، ويصعق الكردينال لهذه المفاجأة ويؤكد للمحافظ أن أخاه بريء، ولكن المحافظ لا يعبأ به ويسوق المتهم إلى السجن، ثم يحاكم ويقضى بإعدامه، وتمر المحنة بالكردينال شديدة عاصفة لأنه يعرف القاتل ولا يستطيع أن يفشى سر «الاعتراف» وأخوه يساق إلى الإعدام.ومن المواقف الخاصة بهذا العرض يوجد موقفان أولاهما كان صلاح سالم يشغل منصب وزير الإرشاد فى الحكومة الثانية للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ورفضت وزارة الإرشاد الموافقة على قيام الفرقة المصرية ببدء موسمها على مسرح الأوبرا بكرسى الاعتراف، كانت حجة صلاح سالم أن الموسم يواكب شهر رمضان وموضوع المسرحية لا يتلاءم مع شهر رمضان من الزاوية الدينية، حاولت فرقة يوسف وهبى الخروج من رأى النقيب، وتمكن وهبى من إقناعهم حيث أن الفرقة قد قامت بحملة دعاية كبيرة للمسرحية وتكلفت الكثير، وبعلاقات يوسف وهبى وافقت الوزارة على عرض المسرحية.أما الموقف الثانى فعندما نجحت مسرحية «كرسى الاعتراف» ووصلت أصداؤها إلى روما، ما جعل يوسف وهبى فى آخر أيام رمضان يتوجه إلى الفاتيكان لمقابلة البابا وحصل على أغرب جائزة فى تاريخ الممثلين المسلمين، حيث نال يوسف وهبى وسام «الدفاع عن الحقوق الكاثوليكية»، والذى منحه له بابا الفاتيكان بيوس الثانى عشر، تقديرًا لروحه الفنية التى جعلته يقدم شخصية مسيحية فى شهر إسلامي، وبذلك أصبح أول ممثل مصرى مسلم أو مواطن مسلم بشكل عام يحصل على هذا الوسام، الذى كان يمنح حصريا لشخصيات مسيحية، لأن هذه المسرحية كانت تخدم المبادئ الدينية السليمة وتمسك رجل الدين بالفضيلة، خاصة أنه مسلم، ورغم ذلك فقد أدى واجبه نحو الدين، لأن كل الأديان أساسها الفضيلة والتمسك بكل خلق كريم، ووضع فى كتاب «الليبرو دورو» لا يسجل به إلا من خدم الدين والعقائد والإيمان بالله.أجاد وهبى العديد من اللغات وهى الإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، ببعض التركية، إضافة إلى اللغة الأم «العربية»، وعلى الرغم من أنه ينتمى إلى عائلة أرستقراطية وثرية، فإنه ظل دائما يبحث فى أعماله الفنية عن العدالة الاجتماعية بكل صورها المختلفة.تتلمذ على يده العديد من الفنانين والفنانات، الذين أثبتوا أنهم ذوو مواهب متعددة، حيث بدأت براعم صغيرة ثم تفتحت وأصبحت ورود من بينهم أنور وجدي، فاخر فاخر، زكى رستم، أمينة رزق، علوية جميل، زوزو نبيل، راقية إبراهيم، نور الهدى وغيرهم.
مشاركة :