أبدى برناردينو ليون، المبعوث الأممي في الملف الليبي، تفاؤلا حذرا وهو يتحدث عن المفاوضات التي تجري، تحت إشراف الأمم المتحدة بالصخيرات المغربية، بين الفرقاء الليبيين. فرغم أنه حرص على التأكيد بأن هذه المفاوضات تحرز تقدما مهما نحو إيجاد حل سلمي شامل للأزمة الليبية، إلا أنه عاد ليصرح بأن هناك نقاطا شائكة تستدعي تقديم تنازلات من قبل جميع الأطراف. واستؤنفت المفاوضات السياسية الليبية، أول أمس الجمعة، بالصخيرات في ضواحي العاصمة الرباط، بعقد مشاورات بين جميع الأطراف المشاركة تحت إشراف المبعوث الأممي في هذا الملف، برناردينو ليون. وأكد المسؤول الأممي، خلال ندوة صحافية عقدها قبل الاستئناف الرسمي لهذه المفاوضات التي ستتواصل يوم السبت 21 والأحد 22 مارس 2015، أن هناك تقاربا في الرؤى حصل بين الأطراف المتفاوضة أكثر من أي وقت مضى. وقال "جميع الوفود حاضرة هنا، واستجابت جميعها لدعوة الأمم المتحدة للعودة إلى الصخيرات بروح بناءة، ومستعدة لتقديم تنازلات والتفاوض بشكل جدي ومناقشة الوثائق الموضوعة على الطاولة". وأضاف بلغة متفائلة "حصل تقدم منذ الجولة الأولى من هذه المشاورات". وشدد على ضرورة "الاعتراف بهذا الجهد وتشجيعهم في نفس الوقت على الحفاظ على هذه الروح وعلى الاستعداد لتحقيق تقدم جدي لأن ليبيا بحاجة إلى هذا الاتفاق السياسي". وأضاف المبعوث الأممي في الملف الليبي "نركّز على التوجهات الكبرى التي يتعين أن تسير بالبلاد نحو استعادة الأمن والاستقرار" وأشار إلى أن أولى أولويات هذه المفاوضات تتمثل في وقف إطلاق النار، موضحا أن الأطراف الليبية ستناقش أيضا إعادة انتشار الميليشيات، ومراقبة الأسلحة، والتحكم في الوضع سواء بالنسبة لليبيين أو المجتمع الدولي. كما حرص على تقديم شكره إلى العاهل المغربي محمد السادس على الجهود المبذولة من أجل تنظيم هذه المشاورات في المغرب. ويشار إلى أنه كان من المفترض أن تعقد الجولة الثانية من المفاوضات الليبية الأسبوع الماضي بمدينة الصخيرات، غير أن المبعوث الأممي في الملف كان أعلن عن تأجيلها بهدف "التحضير الجيد لهذه المشاورات". وكانت الصخيرات قد شهدت انعقاد جولة أولى بين الأطراف المتنازعة، تحت إشراف الأمم المتحدة، ما بين 5 و7 مارس الجاري.
مشاركة :