السقوط الاقتصادي الوشيك لأمريكا | أ.د. سامي سعيد حبيب

  • 10/12/2013
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

لم تزل مكانة الولايات المتحدة الأمريكية كدولة عظمى من النواحي الاقتصادية وكأقوى قوة عسكرية في التاريخ؛ وكقائدة لما يسمى بـ"العالم الحر" في صبب منذ أن ساقها البطر إلى غزو العالم العربي-الإسلامي تحت ذرائع واهية كاحتلال أفغانستان والعراق، وكذلك شن الحروب غير المعلنة على بعض بلاد المسلمين في ديارٍ كثيرة بالطائرات الموجهة كباكستان واليمن والصومال ومؤخرًا في ليبيا، ورغم كل الدمار وقتل مئات الآلاف من المسلمين كان مصير الهيبة الأمريكية الأفول التدريجي، ولعل في الدور الأمريكي المتأرجح في المشهد السوري خير دليل على تضعضع مكانة أمريكا عن القيادة الدولية، فالرئيس أوباما الذي هدد بالويل والثبور وعظائم الأمر إن تخطى نظام الأسد هذا الخط الأحمر أو ذاك، تراجع عن تهديداته، بل وها هو وزير خارجيته يُؤكِّد أنه بالإمكان التعايش مع بشار الأسد إن هو سلّم أسلحته الكيميائية، ماذا عن تهديد نظام الأسد للسلم العالمي، وماذا عن المدنيين القتلى الذين فاق عددهم 100 ألف مسلم مدني أعزل؟!. والانهيار الاقتصادي الأمريكي أصبح وشيكًا وسيتبين قريبًا، وبالتحديد في 17 أكتوبر السيناريو الذي سيختطه هذا الانهيار. العلاقة بين الأزمات الاقتصادية الأمريكية والحروب الأمريكية المتواصلة هي أن الميزانية السنوية لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تُشكِّل قرابة 50% من الموازنة الأمريكية، وأنها تساوي في نفس الوقت الإنفاق العسكري العالمي، وأن هذه النفقات الخرافية على الحروب تمول بالاقتراض والديون المتراكمة حتى وصلت إلى عشرة أضعاف الدخل القومي الأمريكي، مما يجعل من أزمة الرهن العقاري الذي ضرب الاقتصاد الأمريكي في 2008م، وهزت أسواق المال العالمية مجرد نزهة بالمقارنة بأزمة سقف الدين الأمريكي المقبلة، فالأولى (أزمة الرهن العقاري) يمكن اعتبارها أزمة مصارف وبنوك وذوبان ملكية بعض الأفراد للبيوت؛ وتم التعامل معها من خلال دعم تلك البنوك من قِبَل الدولة وانتشالها من الإفلاس، وإن كان ذلك على حساب دافعي الضرائب، بينما الأزمة الراهنة (سقف الدين) هي أزمة عجز دولة وشلل اقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية، والتي يتنبأ الخبراء الاقتصاديين أنها ستضرب العالم الخميس المقبل 17 أكتوبر 2013م عندما سيُصوِّت الكونغرس على رفع سقف المديونية الأمريكية للسنة الثالثة على التوالي، فإن استمر الخصوم السياسيون للرئيس أوباما على الممانعة من رفع سقف الدين الأمريكي؛ سقطت أمريكا في هاوية اقتصادية لا قرار لها. ذلك أحد الاحتمالات أو السيناريوهات الممكنة، وعندها سيختفي الدولار كعملة عالمية البتة، بعد أن استمر في التدهور لسنين طويلة حتى وصلت قدرته الشرائية في هذه السنة 2013م عشر ما كانت عليه في 1980. السيناريوهان الباقيان هما أن تواتي الظروف السياسية والعالمية الإدارة الأمريكية فتتمكن من استعادة نمو وازدهار الاقتصاد الأمريكي، ويتعافى من كبوته القاتلة، وتسدد أمريكا كل ديونها الداخلية والخارجية التي تربو على 16 تريليون (تريليون = 1000 مليار)، وهو احتمال كما هو واضح أشبه بالتفكير بالتمني، أو توقع حصول المعجزات، أما السيناريو الأقرب للواقعية؛ فهو أن يصوت الكونغرس لرفع سقف المديونية الأمريكية ويستمر الاقتصاد الأمريكي في نزعة حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة، ربما في خلال أشهر أو عند أفضل الاحتمالات في خلال سنوات معدودات. المهم الآن، ماذا سيحل بالديون العربية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وكيف ستحمي الدول عملتها المرتبطة بالدولار؛ في حدثٍ جلل وشيك لا مناص من مواجهته؟!. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (42) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :