عندما يأتي إليك عدد من الضيوف لزيارتك فأنت تقوم بالعديد من التجهيزات والتحضيرات، وتسعى لتوفير المكان المناسب، والتأكد مما يحتويه من مقاعد وإضاءة وتكييف، ثم الاستعداد بالضيافة من قهوة وشاهي وأكل وشرب... وغيرها من أنواع الاستقبال المختلفة، وتبذل مقابل هذا الأمر الكثير من الجهد والوقت والمال؛ لينعم ضيوفك بأفضل استقبال وأحسن ضيافة، هذا على مستوى الأفراد، فكيف بمستوى الملايين من ضيوف الرحمن الذين يتدفّقوا من جميع أنحاء العالم برًا وبحرًا وجوًا، وبثقافات مختلفة، متجهين إلى مكانٍ واحد في وقتٍ واحد لأجل عملٍ واحد؟ وما هو حجم الاستعداد اللازم لهم؟! إن الاستعداد لهؤلاء الضيوف الكرام لا يتوقف، فهو يجري على مدار العام، فما إن ينتهي موسم حج ويغادر الحجاج إلا وينطلق العمل استعدادًا للموسم الذي يليه، فالاستعدادات للحج تتواصل عامًا بعد عام مقدمةً في كل عام إنجاز جديد أو تدشين مشروع جديد يساهم في توفير المزيد من الخدمات لتيسير أمور الحج لضيوف الرحمن، فتارة نجد القطارات بين المشاعر، وتارة نجد مشروع جسر الجمرات الجبّار، إضافة إلى الجسور والأنفاق والطرق الجديدة، والتي يتم تدشينها في هذه المنطقة عامًا بعد عام، وهكذا لا تتوقف عجلة البناء والنماء من أجل توفير أكبر قدر من الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن الكرام. إن المشروعات الجديدة والتحضيرات والاستعدادات لا تقتصر على الطرق، بل وتشمل تطوير الخدمات الأخرى مثل الخدمات الصحية وشبكة الاتصالات وشبكة الطرق وشبكة المياه والصرف الصحي إضافة إلى الخطط الأمنية والمرورية لتفويج الملايين ونفرتهم من مكان إلى آخر في وقت واحد وعبر شبكة من الطرق يتم تطويرها عامًا بعد عام، ويضاف لذلك جهود الدفاع المدني والجوازات والهلال الأحمر والقوات الخاصة وأمن المشاة... وغيرها من الجهات الأمنية. إنه جهد جبّار وعمل صعب، يحتاج إلى طاقات بشرية هائلة لتوفير خدمات متكاملة لملايين من الناس في وقت واحد ومنطقة واحدة، ولكن توفيق الله ثم ما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين "حفظه الله" من جهدٍ دؤوب وعملٍ مميز؛ كفيل بأن يُوفِّر لضيوف الرحمن خدمة مميزة ومتكاملة. Ibrahim.badawood@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :