زين ربيع شحاتة يكتب: يا عزيزى إنهم لصوص

  • 5/25/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

السينما و الدراما أو الرسوم المتحركة كما يصفها الرئيس الأمريكى "روز فلت" هى أقوى أنواع الدعاية سواء تعمدت ذلك أو لا ، فالسينما من أهم الفنون و أقواها تأثيرًا لما تتمتع به من مؤثرات و عناصر جذب لا يمتلكها أى نوع آخر من الفنون ، ويوكل إليها نقل التراث من جيل إلى آخر ، فنحن إلى اليوم نستنشق هواء القاهرة القديمة من خلال أفلام الأبيض و الأسود لإسماعيل ياسين ونجيب الريحانى ، و غيرهما من نجوم زمن الفن الجميل ، نعم جميل فى كل شيئ ، فى نظافة الشوارع ، فى سلوك المواطنين ، فى روايات المبدعين ، ولأهمية الفن ودوره فى صناعة الأخلاق كان حتمًا وضروريًا أن يتعرض هذا القطاع إلى ضربات سريعة وقوية لشل حركة هذا القطاع و توقف عجلة الإنتاج السينمائى ، عن طريق دعم مواقع قرصنة غير شرعية تسلب العمل الفنى فى مرحلة من مراحل إنتاجه وتوزيعه ، وتضعه فى متناول الجمهور على شبكة الأنترنت ، مقابل إمتيازات مادية يظفر بها القراصنة ، وفوائد معنوية يظفر بها أعداء الوطن ، فكل عمل مسلوب يتسبب فى خسائر فادحة للمنتج الذى أنفق الملايين لإنتاجه ، ما قد يدفعه إلى التوقف عن الإنتاج ، وبذلك يكون الخاسر الأكبر هو الجمهور الذى سيحرم من أفلام بلده و يذهب لمشاهدة أفلام بعيدة كل البعد عن ثقافته و هويته .وبالعودة إلى السينما نجد أنها عملية نقل و تجسيد إبداعى للواقع ، و يمكن تلمس أهمية السينما بالمرور سريعًا على تاريخ السينما البريطانية لنجد أن عصرها الذهبى كان ما بين عامى 1939 م ، 1945 م ، أى فترة الحرب العالمية الثانية حين وجد الإنجليز أن 19 مليون مواطن يذهب إلى دور السينما أسبوعيًا ، وأن مشاهدة الأفلام فى دور السينما أصبحت عادة إجتماعية للشعب ، فوضعت وزارة الإعلام يدها على الإنتاج السينمائى من خلال " وحدة إنتاج التاج " وتم إنتاج كمية كبيرة من الأفلام التى تحس الشعب على الترابط و التماسك ومواجهة العدو والطابور الخامس الذى أتهمته بريطانيا فى إسقاط فرنسا عام 1940 م ، خلال فيلم " رئيس الوردية ذاهب إلى فرنسا " ، لرفع الروح المعنوية للشعب البريطانى الذى ساهمت الدعاية بشكل عام و السينما بشكل خاص فى صناعة النصر خصوصًا بعد إرتفاع عدد رواد السينما من 19 مليون إلى 30 مليون أسبوعيًا ، ولم تكن أمريكا ببعيدة عن أوربا و العالم فى هذه الفترة حيث عمدت أمريكا إلى إمتلاك أكثر من نصف دور العرض فى العالم ، وأصدرت الحكومة الأمريكية دليل لهيليوود يتضمن الموضوعات التى يجب أن تتناولها الأفلام التى سيتم إنتاجها ، ولم يعترض صناع السينما بدعوى حرية الأبداع بل أن هناك أفلام أشرف على صناعتها "جورج مارشال " رئيس أركان الجيش الأمريكى .و يمكن برهنة أن صناعة السينما فى مصر تواجه مواجهة شرسة من خلال الحملة التى قادتها قنوات المعارضة الحاقدة بالخارج ضد قرار الحكومة المصرية بغلق مواقع القرصنة ، وتصوير القرار بأنه حرمان لمحدود الدخل من مشاهدة الأفلام و المسلسلات ، وتناسي هؤلاء أنها متوفرة مجانًا من خلال قنوات فضائية شرعية تبث العمل بناء على تعاقد و أجر يحصل عليه المنتج ، ورعاية إعلانية تحصل عليها القناة ، فؤهلاء على يقين أن القراصنة لصوص يدمروا صناعة مصرية خالصة .

مشاركة :