يعرفه الصوفية بعذوبة صوته، وكرم أخلاقه، ونفوذه إلى القلوب دون سابق معرفة، يطربون بسماعه، يرى في المديح وسيلة الدارين، وطريق المشتاق إلى رضا خالق الأكوان، وإظهار لمحبة خير الأنام، جاب البلاد شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا، لا يكل ولا يمل من أن يكون في مقدمة صفوف المداحين في حضرة الأولياء" إنه الشيخ أيمن هريدي. ولد "هريدي" صاحب الـ 40 عامًا، بمحافظة أسيوط، وحصل على معهد المعلمين الأزهري، ويعد من أشهر مداحي هذا العصر، نظرًا لما توافر فيه من مقومات جعلته محبوبًا من قبل أبناء الطرق الذين يحرصون على حضور لياليه والطرب بإنشاده ومديحه.عن رحلته في عالم الإنشاد، يقول "هريدي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": "جذبني المديح وأنا في سن صغير، فاتجهت إلى مسلك الدروب والطرق التي تؤهلني إليه فبدأت بحفظ كتاب الله العزيز، حتى جودته تجويدا، ثم درست اللغة العربية حتى إجادتها، وتمكنت من قواعدها، ومع عذوبة صوتي أيقنت أن بإمكاني أن أصير منشدًا، لكن كان للأسرة رأي آخر".يضيف: " أصروا على أن أكون مقرئًا للقرآن الكريم، فاستجبت إليهم وقمت بعمل مقرأة ذاع خلالها صيتي، إلا أن هذا الحب وعشق لكتاب الله لم يجعلني أتخلى عن حبي للمديح، حتى شاهدت رؤية في منامي جعلتني أعود إلى المديح باحثًا عن رحلة لن تنتهي في سلوك دروبه.يتابع: "أخذت عن مدرسة الشيخ ياسين التهامي أصول المديح، فالجميع هنا وخارج هنا يتبعها، فشرف لي أن أكون من موطنه أسيوط، لكن سرعان ما عاودتني الرؤيا تحولت بعدها إلى مدرسة أخرى تمثلت في قطب آخر من أقطاب المديح ومدرسة أخرى هى مدرسة الشيخ أمين الدشناوي، وسرت على هذا النهج ولمع نجمي، بعدما طورت وصنعت نهجًا ومدرسة خاصةً بي في عالم المديح، مزجت فيها من كل مدارس المداحين الكبار كـ"التوني، التهامي، والدشناوي"، فانجزب لصوتي جميع عشاق سماع المديح من المدارس الأخرى.عن المديح، يقول "هريدي": المديح وسيلتنا في الدنيا والآخرة، فهو كما قال سيدي صالح الجعفري رضي الله عنه: "مَدحتك والمديح هو الوسيلة * وإن كانت مداركنا ضئيلة * فجاهك نافعُ المُداح حقًّا * ولو كانت مدائحهم قليلة"، وعن حبه للقصائد يقول: أحب القصائد إلى: "يا طه يا زين، أم العواجز، مكتوب على جبيني، الغزالة، نور الحسين من المقام أتانا، سقاني الفعال".وحول شهر رمضان، كان شأنه شأن كثير من المنشدين الذين يرون في الروحانيات تجليات يطرب بها المنشد والمداح يكاد يطال بها عنان السماء، فمدحك طه وآل بيته نعمة وفضل من الله يختص بها عباده، ويكفيهم بها عن ملذات الدنيا ونعيمها".
مشاركة :