بين القبة والأبواب.. حكايات وذكريات وقصص من التاريخ

  • 5/29/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ما بين القبة الخضراء والأبواب يقف الزائر مندهشا أمام عظمة التاريخ الذي تصدّره هذه الأماكن. فمنذ لحظة دخول المسجد النبوي تدهشك القبة الخضراء والمنائر العشرة المرتفعة فوق مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقالت مصادر إن للقبة الخضراء عدة أسماء وهي عادة قديمة عند العرب تكثر أسماء الشيء عند أهميته فهي القبة الفيحاء وهي القبة الزرقاء أو البيضاء أو قبة المدينة أو قبة مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي القبة المبنية على الحجرة النبوية الموجودة داخل المسجد النبوي الشريف وبالذات على حجرة أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- زوجة رسول الله والتي دفن فيها سيدنا رسول الله وصاحباه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. عناية واهتمام اهتم ولاة الأمر بعمارة الحرمين وأولوهما كل عناية واهتمام ومن ذلك القبة الخضراء التي تشهد تحسينا وترميما كل ثلاث إلى خمس سنوات ويعاد طلاؤها باللون الأخضر الغامق ويتم غسلها وتنظيفها بنصب سلالم خشبية عليها كلما هطل مطر وكان معه غبار وأتربة. ولأن قرونا من الأجيال من أهل المدينة وزوارها مروا على هذه القبة ومتعوا أنظارهم بجمالها الشكلي والمعنوي فقد أصبحت شعارًا للمدينة المنورة تتصدر الكتب والمطبوعات والصحف والمحلات التجارية ويصنع نماذج لها كهدايا يحملها الزوار إلى أهلهم وذويهم. صور تذكارية تجد الكثير عند زيارته للمسجد النبوي يلتقطون لأنفسهم صورا تذكارية في ساحات الحرم يجعلون من القبة الخضراء خلفية لهذه الصور التي يلتقطونها. ويقول الزائر فوزي منصور الذي أتى لأداء مناسك العمرة نحرص على التقاط الصور للقبة الخضراء التي تعبر رمزاً في المسجد النبوي وبنايات المسجد القديم كذكرى لنا والاحتفاظ بها ويقول محمد السيد القبة تعتبر كدلالة على مكان وتحديد الحجرة النبوية الشريفة ونستطيع تمييز مكانها من الخارج وهي معروفة لدى المسلمين لقدمها ونعتبرها كأفضل مكان لالتقاط الصور فيها. القبة الخضراء لم تكن القبة الخضراء من عهد الصحابة أو التابعين، بل إنها بنيت عام 678 هــ وكانت مربعة من أسفلها مثمنة من أعلاها وكانت بالخشب على رؤوس الأساطين المحيطة بالحجرة وسمر فوق الخشب ألواح من الرصاص عن الأمطار وفوقها ثوب من المشمع ثم جددت القبة واختلت ألواح الرصاص عن موضعها فجددت هذه الألواح وأحكمت مرة أخرى عام 765 هــ، ثم حصل بها خلل نتيجة للأمطار والرياح الشديدة وأصلحت من هذا الخلل سنة 881 هــ، وفي عام 886 هــ حدث الحريق الثاني للحرم فأمر الوالي بتجديد بناء الحرم ومن ضمنه القبة الخشبية عام 887 هــ فجددت القبة وأسست لها دعائم عظيمة في أرض المسجد النبوي، وبنيت بالآجر بارتفاع متناهٍ، وزخرف بأحجار منحوتة من الحجارة السوداء وجعل ارتفاعها 18 ذراعا (8.88 متر) ثم بني فوقها قبة أخرى تحويها وتحميها وأحكمت الحجارة بالجبس الذي حمل من مصر ولم يكن معروفا في الحجاز في ذلك الوقت. وقد حصل بين الجدار الشرقي للمسجد وبين الدعائم ضيق شديد أثر في وضع القبة فهدم جدار المسجد الشرقي وزحف به إلى البلاط ناحية «مصلى الجنائز» بمقدار ذراع ونصف (74 سم). ولم يسقط شيء من حريق القبة على الحجرة النبوية فقد كانت القبة الصغرى (الداخلية) مانعة لذلك. وبعدما تم بناء القبة ونتيجة لتطاول العهد تشققت من أعاليها، ولما لم يُجد الترميم فيها، أمر بهدم أعاليها وأعيدت مُحكمة البناء بالجبس الأبيض، وأعيدت محكمة سنة 892 هــ. اللون الأخضر بعد عدة قرون، ظهرت شقوق في أعلى القبة فأمر الوالي بتجديدها، فهدموا أعاليها وأعادوها في غاية الإحكام والإتقان، وكان ذلك سنة 1233 هــ. وفي سنة 1253 هـ صدر أمر السلطان عبدالحميد الثاني بصبغ القبة باللون الأخضر بدلاً من الأزرق، فكان هو أول من صبغها بالأخضر، ثم لم يزل يجدد صبغها بالأخضر كلما احتاجت لذلك. وفي العهد السعودي المبارك في زمن الموحد طيب الله ثراه - الملك عبدالعزيز آل سعود أمر بإصلاح بعض القشور والتشققات من داخل الحجرة النبوية، وحرصاً منه تم ذلك ليلاً، لكي لا تؤثر أعمال البناء في خشوع المصلين وحركة دخولهم وخروجهم من المسجد وأعيدت القبة أحسن مما كانت. 100 باب ما أن تطأ قدمك ساحات المسجد النبوي حتى يأخذك شعور عجيب بعظمة المكان وروحانيته وتمتزج في روحك نكهة خاصة تحمل عبق التاريخ الإسلامي، فأينما اتجهت آثر يتحدث عن حقبة زمنية رائحة العود والبخور تختلط مع رائحة خشب الساج والجوز لأبواب المسجد النبوي الشريف التي ارتبط معظمها بأسماء وأحداث عرفت بها حتى يومنا الحاضر تلك الأبواب المهيبة هي أول ما يلفت أنظار زوار المسجد النبوي الشريف. يمتد تاريخ أبواب المسجد النبوي الشريف التي بلغ عددها مائة باب إلى أكثر من 1200 عام وهي تمثل نتاجاً لهندسة تصميمية فريدة تبهر الزائر. تغير الأبواب وقد تغيرت أبوب المسجد النبوي على مر العصور إلى أن وصلت إلي ما هي عليه في الوقت الحاضر حيث استعانت المملكة بالخبرات العالمية لإنتاج هذه الأبواب بزخارف إسلامية فريدة وبجودة عالية تمنحها حياة أطول وشهدت أبواب المسجد النبوي الشريف العديد من التطورات والتي باتت معالم بارزة بالحرم المدني تحمل أسماء مختلفة وتمثل عناوين لالتقاء الزائرين وللدروس الدينية التي يتم تقديمها بالحرم. ثلاثة أبواب وكان للمسجد النبوي ثلاثة أبواب في بنايته الأولى وهي باب في نهاية المسجد أي جهة القبلة اليوم حيث كانت القبلة إلي بيت المقدس وبعد تحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة يوم الثلاثاء 2 / 8 / 15 هــ أغلق الباب في الحائط الجنوبي وحل محله باب في الحائط الشمالي وعملت ثلاثة أروقة جهة الجنوب على غرار تلك التي بالجهة الشمالية واحتفظ بباب عثمان وباب عاتكة، باب من جهة الغرب عرف بباب عاتكة المعروف الآن بباب الرحمة، وعاتكة سيدة من مكة ابنة زيد بن عمر من قبيلة عدي بن كعب، أسلمت وهاجرت للمدينة المنورة وسمي الباب باسمها لوجوده مقابل بيتها، كما عرف بباب السوق لأنه كان يؤدي إلي السوق، وترجع تسميته بباب الرحمة كما جاء في صحيح البخاري إلي أن رجلاً دخل المسجد طالباً من الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء لإرسال المطر فأمطرت السماء سبعة أيام، ثم دخل في الجمعة الثانية طالباً رفع المطر خشية الغرق، فانقشعت السحب واعتبر هذا رحمة بالعباد، فأطلق عليه باب الرحمة، وباب النبي لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدخل منه. وباب من جهة الشرق عرف بباب عثمان المعروف الآن بباب جبريل و أطلق عليه باب جبريل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم التقى بجبريل في هذا المكان في غزوة بني قريظة وعرف ببان عثمان لوجوده مقابل بيته. ما بين القبة الخضراء والأبواب يقف الزائر مندهشا أمام عظمة التاريخ الذي تصدّره هذه الأماكن. فمنذ لحظة دخول المسجد النبوي تدهشك القبة الخضراء والمنائر العشرة المرتفعة فوق مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقالت مصادر إن للقبة الخضراء عدة أسماء وهي عادة قديمة عند العرب تكثر أسماء الشيء عند أهميته فهي القبة الفيحاء وهي القبة الزرقاء أو البيضاء أو قبة المدينة أو قبة مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي القبة المبنية على الحجرة النبوية الموجودة داخل المسجد النبوي الشريف وبالذات على حجرة أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- زوجة رسول الله والتي دفن فيها سيدنا رسول الله وصاحباه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.

مشاركة :