لم يعد الصمت والصبر، مناسبين واليمن تنهار، والفوضى تعم أرجاءه، والخطر يقترب من حدود الوطن، فللصبر حدود، والصمت عندما يُطبق يصبح خرساً مفرطاً، لكل شيء حد إذا تجاوزه طغى. تجاوز علي عبدالله صالح الرئيس اليمني السابق في شيطنته، بدعمه للحوثيين، وتجاوز الحوثيون بدورهم في نشر الفوضى على أرض اليمن الجار المبتلى بمرض الفساد والفقر، لكن المملكة العربية السعودية لم تتجاوز في الصمت والصبر، وانتظار بلوغ السيل الزبى، لتصبح اليمن أثراً بعد عين، أو تصبح مصدر قلق مستمر، لدول الجوار، وحدودنا الجنوبية الأبية. المملكة تمسك بزمام المبادرة، وهي تمتلك التحالف الخليجي والعربي والدعم الغربي، لقيادة عاصفة الحزم، ضمن الأعراف الدولية، وقوانين السياسة، لمناصرة الشرعية، الشرعية المختلفة عن شرعية الإخوان في مصر، ففي مصر ثورة على نظام فاشل، والشعب اختار الرئيس السيسي، بينما في اليمن رئيس منتهي الصلاحية، يمهد لجماعة بتقويض أركان الدولة والانقلاب على الشرعية. المملكة استطاعت أن تكسب الدعم السياسي، وحشد قوى التحالف، وتملك في الوقت ذاته الإمكانية الحربية التي تضمن لها ليس فقط النجاح بل التفوق، مع ضمانة سلامة أراضيها وشعبها من شيطنة الشياطين الصغار والكبار، سواء كانوا الحوثيين أو علي صالح وإيران. لا شك أن علي صالح أثبت أنه الشيطان الأكبر، خصوصاً بعد فضح بنود التفاوض التي أعلنتها قناة العربية الأحد الماضي، المتمثلة في: ( 1- ضمان مستقبل رفيع لنجله أحمد. 2- رفع العقوبات الصادرة ضد صالح عن طريق ضغط دول الخليج على مجلس الأمن، في مقابل الانقلاب على الحوثي وتحريك خمسة آلاف من قوات الأمن الخاصة الموالين لصالح لمقاتلة الحوثي، ومئة ألف من الحرس الجمهوري لمحاربة ميليشيات الحوثي- وكنا مندهشين من هذا الاستسلام الجماعي من قبل مؤسسات الدولة اليمنية لميليشيات الحوثي، إذا عرف السبب بطل العجب، فالغدر والخيانة هي صفات أصيلة للشيطنة. لا أحد ينكر أن إيران هي رأس كل مصيبة، وأنها أشطن الشياطين، فكما صنعت حزب الله في لبنان، وتشكل القوة الضاربة لبشار في سوريا، وتسعى لتحريض بعض المواطنين الشيعة في دول الخليج، سعت الى دعم الحوثي في اليمن لحَبْك صناعة شبكة موالية لأطماعها في الخليج، لكن علي عبدالله صالح الذي حارب الحوثيين منذ عام 2004م في ستة حروب طاحنة، ولم يهتم بوطن وشعب ينزلق الى الهاوية، فلم يغادر منصبه حتى بعد إصابته البليغة، والموت قاب قوسين منه أو أدنى، إلا من خلال المبادرة الخليجية، التي حفظت له ماله ودمه، فغامر أو قامر بمكاسبه التي حققتها له المبادرة الخليجية، واتحد مع الحوثي ليدمر اليمن تدميراً ولسان حاله يقول : ( أنا ومن بعدي الطوفان ) يعود مرة أخرى ليمارس شيطنة بلهاء، أو أن التمادي في الشيطنة يوصل الى هذا المستوى المتهاوي من التفكير. مصالحه ومصالح أبنائه أهم من وطن كبير وعريق عراقة اليمن الذي كان سعيداً فأحاله الشياطين الى هذا الوضع المتردي، وطبع الغدر المتأصل في شخصه، يرتد مرة أخرى نصلاً يخترق خاصرة الحوثيين بعد أن أغمده في خاصرة قومه وشعب حكمه عشرات السنين، فالطبع يغلب التطبع. الحزم والعزيمة والقوة والتمكن وقفت بالمرصاد لشيطنة الشياطين، ونفذت الضربات متتالية لتدمير قوة الحوثيين وحماية اليمن من التدمير والفوضى وحماية الوطن من عبث المغامرين والمقامرين. nabilamahjoob@yahoo.com
مشاركة :