من الأشياء المهمة والجميلة التي عودني عليها أبي، أن أبادر بتحية رجال الشرطة والمرور الذين ينظمون مناسبة صلاة العيد في عيدي الفطر والأضحى، وهي عادة أدرب عليها أبنائي، كونها تحمل معنى الامتنان لهم، إذ إنهم يعملون في أكثر وقت يود أي إنسان أن يكون مع عائلته. فقط تخيل إحساس عائلة الجندي الذي يؤدي واجبه وشوقهم إليه في أيام العيد أو أيام رمضان، لتزداد معرفتك بما يعنيه أداء الواجب للجندي ورجل الأمن في أي قطاع ولعائلته التي تستحق منا ثناء دائما. عاما بعد عام يكرس الجنود السعوديون في المحافل ثقافة أداء متقن، وأخلاق إسلامية سامية، وعادات سعودية أصيلة، أخص منهم العاملين في الحرمين الشريفين، كونهم يكادون يعملون طوال العام في هذين المكانين اللذين يشهدان أكبر التجمعات البشرية شبه الدائمة التي تزداد وتتضاعف في موسمي رمضان والحج، وبالنسبة للحرم المكي الشريف فهو في موسم دائم تقريبا. أستحضر مقولة ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان حينما قال للجنود في الجنوب عندما زارهم وعايدهم ميدانيا انهم سبب استمتاع ملايين السعوديين والمقيمين بالعيد، وانهم بعد الله سبب طمأنينة المصلين والمعتمرين وهم بالملايين. يواجه الجنود في المواسم وخصوصا في الحرم المكي الشريف مواقف مختلفة وأنواعا متباينة من البشر، ورأينا كما رأى العالم كثيرا من المقاطع المسجلة لمواقف إنسانية نبيلة لمساعدة الناس أو حتى المبادرة بأعمال ليست من مهامهم أو متطلبات عملهم، أشعرت الناس بالفخر بأبنائهم الجنود، وكانت بالفعل جزءا من الصورة الذهنية الجميلة عن السعودية. في المقابل، يواجه جنودنا أحيانا تصرفات لا يمكنني وصفها سوى بالغباء أو الحمق، وأحيانا تحدثني نفسي بوصفها بأنها أعمال استفزاز مقصودة، وأجد قدرتهم على ضبط النفس والصبر جديرة بالاحترام، كما أجد صرامتهم مع العابث أو المستهتر جديرة باحترام أكبر وأكثر. يمارس بعض الزوار ما نسميه في محكيتنا «العباطة» التي تضرّه أولا، ثم هي قد تضر الناس في مكان لا يحتمل الأخطاء والتجاوزات، فضلا عن أنه مكان روحاني يفترض فيه دوما السمو والسكينة والطمأنينة. في كل عام نرى حادثة أو حادثتين مزعجتين لهذا التناغم الجميل بين رجال الأمن وزوار المسجد الحرام، ونرى أحيانا تعليقات مغرضة من بعض مواطنيهم أو من يدعون أنهم مواطنوهم، ثم نرى بفضل الله أن أكثر من يرد عليهم هم أبناء جلدتهم ويوضحون لهم حقيقة السعودية وجنودها وقيادتها من خلال ما رأوه بأنفسهم على أرض الواقع. أُقدم لجنودنا في كل الميادين ولعائلاتهم الكريمة التحية، والتهنئة ونقول لهم جميعا بصوت واحد اننا نفخر بهم ونحبهم ونشد على أياديهم دوما وأبدا، وننضم مع ولاة أمرنا في تقدير كل جهودهم وتضحياتهم وأعمالهم. mohamdalyami@gmail.com
مشاركة :