شمشون اليمن | عبد العزيز حسين الصويغ

  • 4/3/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كان سر شمشون، الشخصية الأسطورية التي ورد ذكرها في العهد القديم، يقبع في شعره، ولم يهتد خصومه لهذا السر إلا عن طريق الحيلة، فقصّوا شعره الكثيف، ثم قيّدوه بالسلاسل في عمودين يرتكز عليهما المعبد، وبينما كانوا يحتفلون بانتصارهم الذي اختتموه في نفس المعبد الذي قيّدوا فيه شمشون، ولم يفطنوا إلى عودة قوّته بنمو شعره، قام بشد عمودا المعبد بقوّته الهائلة، لينهار على رأسه وثلاثة آلاف من أعدائه الذين كانوا يحتفلون بالنصر عليه. *** وصف أحد الكُتاب اليمنيين علي عبدالله صالح بأنه «ذئب بشري لا يؤتمن على شعب ولا على بلد ولا حكم، لا عهد له ولا أمان، يجيد الرقص على رؤوس الثعابين، يقول الشيء ويفعل نقيضه». وقد استنفد الرجل كل الأوراق للبقاء في الحكم، من الوحدة إلى القاعدة إلى القبيلة إلى القصف إلى التهديد والوعيد إلى الهروب، وأخيرًا التحالف مع الشيطان في البحث عن دور جديد ولو على حساب اليمن، ومزيد من دماء الشعب اليمني، فهو لا يزال كما يبدو مُصرًّا على رفع شعاره الأثير مجددًا «أنا أو الطوفان». *** وهكذا فإن سر «شمشون اليمن» يقبع في مكره ودهائه وتقلّبه وعدم حفظه للعهد، والتلاعب بكل أطراف الصراع. وقد انكشف السر وظهرت كل ألاعيب صالح، التي كان آخرها محاولة عقد صفقة مع الرياض مقابل الانقلاب على حلفائه الحوثيين.. فقد رفضت الرياض العرض، وأكدت الالتزام بالمبادرة الخليجية، التي تم الاتفاق عليها من كل الأطياف اليمنية.. وجاء الجواب سريعًا وحاسمًا تَمثَّل في «عاصفة الحزم» التي أطلقتها المملكة مع حلفائها العرب والخليجيين، لاستعادة زمام الأمور في اليمن.. وإيقاف صالح وشياطينه قبل أن يُدمِّر اليمن على مَن فيها. #نافذة: (يموت الزمَّار وصباعه بيلعب). nafezah@yahoo.com

مشاركة :