في عام 1376ه أي قبل ستين سنة بالتمام والكمال كنت أحد لاعبي شباب الرياض (الشباب) حالياً وقد حل علينا شهر رمضان في الصيف شديد الحرارة التي معها لا يمكننا ممارسة كرة القدم إلا بعد الإفطار أو بعد صلاة الفجر، نظراً لعدم وجود ملاعب مضاءة، وبعد أن نتناول طعام السحور مما تيسر في ذلك الزمن، وكنا نذهب جميعاً إلى ساحة الملعب الشعبي في مقر حديقة الفوطة الآن، أو ما يسمى آنذاك (قشلة الجيش) التي توجد بها موسيقى الجيش، نذهب كل من: مبارك عبدالكريم، ومهدي بن علي، والسيد سالم باللصوع، وكثير من الشباب العاشق كرة القدم، نسير على أقدامنا حيث لم يكن بمقدورنا الحصول حتى على دراجة (سايكل) لإنعدام المال وعدم توافره إذ لم يكن بيننا من لديه مصدر رزق من وظيفة أو ممارسة عمل تجاري أبداً نعيش على (فتات) ما نتلقاه من الأهل الذين هم الآخرون على قدر حالهم. وقد كنت يتيما من الأم والأب ويرعاني أخي الأكبر محمد عليه رحمة الله، بعد المغرب نتوجه جميعاً إلى ديوانية الشيخ عبدالله محمد الزير أمد الله في عمره، ومع أنني انتقلت إلى الشباب من الأهلي (الرياض) حالياً إلا أن هذا الرجل لم يتغير علينا ودامت رعايته كل الرياضين من جميع الأندية وما زالت ديوانيته يفد إليها كل الرياضيين على اختلاف انتماءاتهم من جميع إنحاء المملكة، حيث انقرضت كل الجلسات والديوانيات ولم يبق من وجهة نظري في مدينة الرياض سوى هذا البيت، ولن أكون مبالغاً إذا قلت إن تاريخ مجلس عبدالله الزير تعدى عمره وتاريخه الستين سنة نتداول فيه الأحاديث الرياضية والاجتماعية بكل شفافية ومن دون تعصب فهو الرئيس الشرفي لنادي الرياض والرئيس الفخري لنادي الفرع بالحريق نسبة إلى مسقط رأسه. هذا الرجل لم تعطه رعاية الشباب التكريم الذي يستحقه أو جزءاً مما يستأهله فهو أحد رواد الحركة الرياضية بمدينة الرياض، وهو من أنفق مئات الألوف على نادي الرياض، وحان الوقت المناسب لتكريم هذا الرجل وأمثاله، وأتوجه إلى صاحب السمو الملكي الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد أن يكرم هذه الرموز التي قدمت وما زالت تعطي بسخاء. أملي بسموه الكريم أن تجد تلك الرموز اللفتة التي تعبر عن تكريم مستحق لهذه النوعية من الرجال التي طالما طالبنا بإيجاد مناسبة يكرم فيها من خدم الرياضة عبر عشرات السنين في وقت كانت كل الأندية تعيش على الأيادي الرياضية الاجتماعية وعسى أن يكون ذلك في عهد سموه الكريم. * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم
مشاركة :