تنص وثيقة مسربة من داخل منظمة الثقافة والاتصالات الإسلامية بتاريخ مارس على ما نصه" نظراً إلى الأوضاع والظروف الحديدة السائدة في اليمن ورغبة مسؤولي هذاالبلد ببسط وتوسيع علاقات شاملة مع جمهورية إيران الإسلامية وحضور الشيعة الزيدي وتوقيع اتفاق بين طهران وصنعاء من المهم أن يكون للجمهورية الإسلامية حضور فاعل في اليمن" وفي سبتمبر أماط الحرسي علي رضا زاكلني عضو برلمان الملالي ورئيس سابق للتعبئة الطلابية ومن المقربين للخامنئي اللثام عن دور الملالي في أحداث اليمن وخطة النظام لتصديرالتطرف والإرهاب إلى كل أرجاء المنطقة تحت عنوان"منهج توحيد المسلمين من قبل الثورة الاسلامية" قائلاً: "في اليمن هناك حدث أهم وأكبرمن لبنان في حال التكوين بحيث يسيطر الثوار على محافظة من أصل عشرين محافظة يمنية وكذلك من مدينة صنعاء وبذلك فهم قلبوا موازين القوى وبعدالانتصار في اليمن سيأتي دور السعودية لأن لديهما ألفاً من الحدود المشتركة من جهة وهناك اليوم مليونا مسلح منظم في اليمن.. اليوم الثورة الإسلامية تسيطر على ثلاث عواصم عربية وبعد سوف تسيطر على صنعاء أيضاً وسوف تنفذ منهج توحيد المسلمين.."!! في نفس الشهر من العام الماضي سيطر الحوثي على صنعاء وهو ما كانت تبحث عنه إيران كمكسب سياسي هام لها بالمنطقة.. في ظل دعم عسكري من إيران كما يراه المحللون.. والمراقبون.. المحلل في معهد بروكينجز في الدوحة إبراهيم شرقية يقول"من الواضح جداً أن الحوثيين يحصلون على دعم مهم من إيران.. للسيطرة على باب المندب ولأن هذه السيطرة تعني إعادة رسم علاقات إيران في المنطقة لمصلحتها..! أماالمحلل البريطاني المتخصص في شؤون السياسة الخليجية نيل باتريك فيرى أنه يُنظر في إيران إلى مجموعة الحوثي على أنها طريقة للضغط على السعودية ولتعزيز النفوذ الإقليمي..!! لا تنكر إيران دعمها للحوثيين المفتوح ولكنها تطرحه من منطلق دعم المظلومين كما تروّج ولكن حسن زيد القيادي في جماعة الحوثي وأمين حزب الحق اليمني يكشف في تصريح لوكالة فارس الإيرانية هو الأجرأ عن حقيقة العلاقة بين الجماعة وإيران ومشروعها في اليمن والمنطقة العربية فيقول "إن دول الخليج الفارسي تخشى من وصول المد الثوري الإسلامي الإيراني إليها مما دفع بها للوقوف وراء بعض الأطراف السياسية في اليمن وتابع أن طمع البعض في الوصول للسلطة والمصالح الغربية ودول الخليج الفارسي التي تخشى وصول المد الثوري الإيراني لها تدفع الجماعة لتصحيح المسار والتصعيد المسلح في العاصمة صنعاء.." إصرار زيد على الخليج الفارسي يكشف ضمنياً عن حقيقة المشروع الإيراني في اليمن ومنطقة الخليج العربي والبحر الأحمر والذي أوكلت إيران تنفيذه إلى "الجماعة" الحوثيين..! ومنذ نهاية حربوسفر بدرالدين الحوثي إلى طهران وابنه حسين بدأت إيران بتصدير ماتسميه الثورة لليمن على يد الحوثي وأنصاره.. وعملت على مدهم بالسلاح ودعمهم سياسياً ومادياً في ظل ضعف الدولة المركزية في صنعاء وعدم تقديرها الصحيح لقوة الجماعة أو استيعابها لتمددها.. وتواصل تسلحها بقوة وسيطرتها على مفاصل اليمن.. في ظل الدعم المتواصل من إيران وارتياحها لانتصارات عبدالملك الحوثي المتواصلة.. وتصريح إيران بأنها هي السبب في إفشال المبادرة الخليجية كماصرح رئيس المجمع العالمي للصحوة الإسلامية في إيران علي أكبر ولاياتي في أكتوبرحيث قال خلال لقائه بعدد من علماء جماعة الحوثي في طهران" إن إنتصاراتكم تشير إلى عمل مدروس ومستلهم من التجارب السابقة الآن تمكنتم من السيطرة على الأوضاع تماماً وأزلتم العقبات من أمامنا مرجعاً عدم تحقق أهداف ثورة م إلى المبادرة الخليجية التي يرى أنها لم تكن مناسبة لليمن مشيراً إلى أن جماعة الحوثي المسلحة أدركت منذ البداية ذلك ورفضتها.." هذاالحديث يعكس كمايراه المراقبون ماقامت به إيران.. وعملت من أجله جاهدة لإفشال المبادرة الخليجية منذ توقيعها.. لكن الأهم من ذلك ماصرح به ولاياتي علانية وربما لم تتنبه إليه بعض دول الخليج بأن جماعة الحوثي لم تكن تستطيع التقدم والسيطرة على اليمن دون مساعدة الجيش اليمني الذي ظل ولاؤه للمخلوع علي عبدالله صالح.. حيث إنّ ولاياتي أبدى ارتياح إيران من التنسيق بين الجيش اليمني والجماعة.. وأضاف بأن إيران تؤيد جماعة الحوثي وتدعمها كونها ترى فيها جزءاً من تحقيق ماسماه بالصحوة الإسلامية"..!! ولكن هل إيران لا تزال تعتقد أنها قادرة على تحقيق مشروعها في اليمن بعد التحرك العربي بقيادة المملكة؟ ولماذا سعت إلى إفشال المبادرة الخليجية بقوة وراهنت على أفق مفتوح لا يرتبط إلا بأحلامها..؟! لقد أخطأت إيران في حساباتها ولم تتصور أن الوضع الذي تشكّل على يد جماعة الحوثي التي تدعمها احتمالات استمراريته باهظة التكلفة عليها وعلى المنطقة بأسرها ومن المستحيل أن تقف دول الخليج ودول المنطقة العربية في مكانها تمارس النظر للتمدد الإيراني داخل ما يختص بها وبمنطقتها.. ستواصل المملكة دورها العربي والإسلامي وستكون أول المدافعين عن أمن المنطقة العربية حتى لا تقع ضحية الفوضى والاستبداد والهيمنة الفارسية.. لكن مشكلة إيران الأزلية أنّها لا تجيد الاستشراف.. ليفاجئها الطرف الآخر قبل أن تكتمل مخططاتها وضماناتها.!
مشاركة :