فوضى وضجيج.. ثم غياب - نجوى هاشم

  • 6/14/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تستيقظ متوتراً دون أسباب منطقية أو مفهومة.. فتلجأ إلى فنجان القهوة لعله يحملك إلى ممر الهدوء.. ومسار الاسترخاء.. تستسلم لاإرادياً كل صباح لفنجان القهوة أو كوب النسكافيه، ربماكاعتياد وربما لأنك تعتقد أنه بدونها أو بدون كأس الشاي لآخرين لايمكن أن يمضي اليوم بهدوء وسلام.. وسيبنى عليه توتر آخر سيسرق النهار كاملا ً.. ولذلك تسمع أحدهم يقول متوتر لأني لم أشرب فنجان قهوتي المعتاد، ولايتوقف الأمر على التوتر بل نجد أنفسنا لاأرادياً نقول "اعمل فنجان قهوة واستمتع بشربه مسترخياً وكل الأمور ستكون على ما يرام" هل نقنع دواخلنا بما ينبغي أن نفعله لنمنحها الهدوء؟ هل افتقادنا التركيز يدفعنا للبحث عما نعتاد عليه وليس ما سبّب لنا هذاالفقد؟ السؤال هو لماذا نفقد تركيزنا أحياناً؟ ولماذا يمرالإنسان بحالة من عدم القدرة على التركيز والتي يقصد بها العجز عن وضع تفكيرنا في أمر ما أو موضوع معين ومن ثم نصل إلى حالة من النسيان الجزئي أو الكلي لما نريد الحديث عنه.. كماأنها تؤدي بنا إلى ارتكاب الأخطاء في هذاالعمل لعدم التركيز؟ في دراسة حديثة لمعرفة اسباب وعلاج حالة عدم التركيز التي كما تقول الدراسة أنها لاتأتي من فراغ وأنّ هناك اسبابا عديدة تؤدي إلى قلة التركيز منها: - الأسباب الصحية والتي ترجع إلى فقر الدم ونقص فيتامين B12 والذي يلعب دوراً مهما في التركيز والتذكر وترتيب الأمور في الدماغ.. إضافة إلى تناول بعض العقاقير المهدئة أو المنومة التي تؤثر سلباً في قدرة الفرد على التركيز .. ومن المشكلات الصحية أيضاً التي تؤدي إلى قلة التركيز ضعف الدورة الدموية وارتفاع أو اانخفاض ضغط الدم والتهاب المفاصل، كماأنّ اتباع بعض الحميات الغذائية غيرالمدروسة والتي قد تسبب خللا في التوازن الغذائي في الجسم! - الأسباب النفسية، كوجود مشكلات كثيرة والتزامات ومهام مختلفة عند الإنسان في العمل أو في المنزل أو إصابته بنوع من الكآبة أو القلق النفسي المرضي، كذلك الأرق لعدة أيام وعدم حصول الشخص على ساعات كافية من النوم يومياً فهذا يُحدث خللا ًفي الساعة البيولوجية لديه ويقلل تركيزه! - العوامل الأخرى المحيطة كوجود أصوات عالية أو ضوضاء خارجية بفعل أزمة سير أو وجود حفلة صاخبة أو أصوات لموسيقى أو مشاجرة قريبة تعمل دورها في تشتيت الانتباه وتضعف التركيز بشكل كبير! كل العوامل التي سبقت والتي يمكن أن تفقدنا التركيز يعاني منها كلٌ منّا في جانب ربما صحي وربما نفسي.. .أما الضوضاء والأصوات العالية فالجميع يشترك فيها طالما نخرج إلى الشارع، وطالما يحاصرنا الزحام والضجة.. لكن هل يمكننا أن نتخلص من هذا الغياب الذهني الذي يدفع لعدم التركيز؟ قد نستطيع فعل ذلك من خلال: - إعادة تنظيم أمورنا الخاصة والأعمال التي نقوم بها وكل ما يجب القيام به بتسجيل الملاحظات وشطب الأعمال التي تم إنجازها للحصول على جدول ينظم يومياتنا حتى لاتختلط الأمور.! - عندالقيام بعمل يحتاج إلى تركيز عال ٍ كالقراءة مثلا ً احرص على الابتعاد قدر الإمكان عن مسببات الفوضى كالتلفاز والأطفال والنافذة القريبة من الشارع وغير ذلك مما يحيط بك! - اعتماد نظام غذائي صحي يوفر للجسم ما يحتاجه من فيتامينات متنوعة وعناصر غذائية، وعدم الاقتصار على وجبة أو نوع معين من الطعام. - التزم الهدوء عند القيام بعمل ما وتخلص من التوتر والشد العصبي بتناول بعض الأعشاب المهدئة كالبابونج واليانسون.. - النوم الجيد والكافي يساعد على التركيز فيما نقوم به من أعمال. ومع التسليم بأنّ كل الوسائل التي تؤدي إلى التركيز سليمة نظل نعاني بأسبابنا وبالظروف المحيطة التي نحاول التخلص منها، واحياناً ندخل في عالم الخيال للهروب من سطوتها.. نفتقد الهدوء والخصوصية ونبحث عن مكان صامت لنتدثر بصمته.. ونعيش داخله حتى وإن تحولنا في داخله إلى منفصلين عما يجري حولنا؛ لأننا نحتاج ذلك ولولفترات متقطعة..

مشاركة :