وهج الكتابة: التماعات سريّة

  • 8/11/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

(1) لا تُخادنَ الليلَ كثيرًا فهو مثلَ البحرِ يَخون الليلُ ليسَ سريرًا سحريًا فهو يطلقكَ إلى الكوابيسِ ويحملكَ على كفِّه المُخادع إلى حُزنٍ قَاتلٍ أنه نبيذٌ غيرَ مُعتِّقٍ يَمنحكَ سَكرة مَاكرة فلا تُصدِّق وشوشاتهِ الغَادرة فهو جَاسوسٌ خَطيرٌ يُفشي أسراركَ للأعداء فلا تفصحَ عما تكتمهُ عن الأصدقاء فهما سيّان يَطعنونكَ بخَناجرهم المَمسوسةِ قبل أن ينبلجُ الفَجر هذا العَالمُ ما عادَ صَديقًا ولا الليلْ فاهرع إلى العِشقِ الوقتي فربما ينقذكَ سَاعاتٍ عن رحيلِ الحُب ولا تفصحَ عن سِرك إلا للخيلْ (2) ذاكرةُ باب بيتنا القَديم تحفظُ وجوهَ الأولينَ والآخَرين بابنا يحفظُ السرَّ ولا يَنطق ارتعشَ مَساءَ أمس حين سمعَ تسجيلَ صوتِ أمي اغلقَ مصاريعهُ واختارَ الغِياب ما عادَ قابلاً للطرقِ هو في حالةِ حزنٍ نَارية ينتظرُ لمساتٍ لن تَأتي على مقبضهِ الهاربَ من الوقت انها حنّة اصابعِ امي هل الموتُ هو اليَقين (3) الوحدةُ الليلةَ لونها مُختَلف من الياءِ إلى الألفْ فمن أضاف اليها نكهةَ النجيعْ واختفى مع القِططِ السَودَاء فمن ينقذهُ من مَخبئهِ في الحُروف ليصبحُ الليلُ مؤتلفْ (4) الحياةُ سِيمفونيةٌ شَبقة لا تصل الا إلى اسماعِ الغُرباء يشعر بها القَليلون العالمُ مسُّ جُنون (5) من يَشتري قلبًا مُتعبًا بالذَهب من يرنّ جرسَ الأملِ في العتمَات من يسافر ُمعي إلى نَفسي ومعي أرمدةَ المَعشُوقَات Alqaed2@gmail.com

مشاركة :