نأت المملكة بنفسها عن كل الاستفزازات اللفظية التي ظل المسؤولون الإيرانيون يقذفون بها في الهواء، وجعلت من النفس الطويل والهدوء طريقة عمل ومفهومًا تعتمده في سياستها الخارجية، يبقي أن للصبر حدود، و«ما دون الحلق إلا اليدين». فقد ظهرت نوايا طهران العدوانية وانعكست في تصريحات عديدة من قِبَل مسؤولين إيرانيين، أكدها أخيرًا قبل أيام علي شمخاني -أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني- قال فيها: إن إيران منعت سقوط بغداد ودمشق وأربيل بأيدي متطرفي «داعش»، قائلاً في الوقت نفسه: إن إيران باتت الآن على ضفاف المتوسط وباب المندب!. *** أما الخطاب الذي خرج به مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، وانتقد فيه عملية عاصفة الحزم على المسلحين الحوثيين في اليمن، ووصفها بالإبادة الجماعية، وبأن المملكة «أخطات في مهاجمتها اليمن وأسست لبدعة سيئة في المنطقة»، فإنه يُمثل المدى الذي وصلت إليه الهستيريا الإيرانية جرَّاء التحرك السعودي، فهذا الخطاب يكشف مدى تأذي إيران من سياسة الحزم الجديدة التي جعلت أهداف إيران مكشوفة.. فكان الصراخ بقدر الألم. *** وأخيرًا.. مازالت كلمات أمين حزب الله حسن نصرالله المذعورة التي وصف فيها التحرك العربي بالعدوان، بينما أعطى فيها كل مبرر لوجود إيران ونفوذها، جاثمة أمامنا، هذا التصعيد مفهوم نظرًا للدور المركزي لحزب الله وأمينه في سياسة إيران في المنطقة، فقد جعل من نفسه وحزبه رأس الحربة للأطماع الإيرانية في المنطقة، لذا فهو آخر من يحق له أن يتحدث عن العرب والعروبة. #نافذة: (لولا عاصفة الحزم (اليمنية) لما أمكن وقف هذه الاندفاعة الاحتلالية، وكسر عنفوانها، وإحداث نقلة جديدة مختلفة عن سابقاتها من حلقات الصراع الدامي الذي اخترعته إيران، وفرضته على الآخرين).. إبراهيم الزبيدي. nafezah@yahoo.com nafezah@yahoo.com
مشاركة :