لأننا نتطبب بمستشفى المخواة نحن أهالي محافظة العرضيات، إذ بيننا والمخواة ٤٠ كم، نحمل موتانا وضحايا الحوادث وأهل النوبات لنكفنهم هناك بطوارئ (جروح الرحيل). فقدت أبي هناك عام ١٤٢٧هـ، وما زلت أذكر أننا حملنا جثمانه بمؤخرة سيارة أخيه (الجيب)! حين ضن علينا المستشفى بسيارة نقل الموتى أو إسعاف، للمسجد الذي سيغسل فيه، حملناه لهم حيًا ونحمله ميتًا ورضينا من الغنيمة بالإياب. هناك ما هو أفجع اليوم وأمس وغدًا؟! فساد يستهدف أرواح الطيور! وشر البلية لم يعد يضحك، بل ينتهي بك لصمت الغل والعجز؟ كتب مأساته الزميل أ. ناصر العمري الناقد والكاتب بالزميلة عكاظ عن مولوديه (الخدج) اللذين توفيا بمستشفى المخواة قبل عقد ونصف نتيجة انعدام الحضانة الخاصة بالمواليد الخدج، ولسوء الخدمة وبيروقراطية مسمومة لنقل الخدج لحضانة مستشفى الباحة، ذهبت أرواح الطيور لبارئها تاركة الدمع والكمد والعجز بقلب أم حملتهما وهن على حلم، وأب يبكي مرتين جوار أم الطيور، ذلك بعام (١٤٢١).. حسنًا و(١٤٣٦)، هذا العام، ماذا يحصل بمشفى المخواة؟! طلبت من صديقي ناصر أن أطرح قضيته، فثمة عرف بائس لدينا نحن الكُتَّاب، أن الكاتب لا يتبنى شأنًا خاصًا بعموده، وكأن العمود سبيل، يسقي القرّاء ويعطش كاتبه! المهم الفاجعة الآن اكتشف ناصر أن مشفى المخواة إلى اليوم ليس به حضانة للخدج، التي تموت تباعًا لليوم بذات العثرات التراجيدية، خلف إجراءات نقلهم لحضانة مستشفى الباحة. قبل أيام ثار مديرو مشافي الباحة ومحافظاتها، باستقالات جماعية احتجاجًا على تعيين قيادي بمديرية صحة الباحة، والاستقالة لتعيين من يرعى الإهمال والفساد، كرسالة فعل حضاري؟! هل سيستقيل أحد من هؤلاء إكرامًا للموت الذي أسبابه عدم احترام أسباب الحياة؟!.. هل سيستقيل مدير مستشفى المخواة لموت (الأطفال الخدج) كاحتجاج إنساني مهني ضد مديريته التي لم توفر حضانة؟ هل طالب بها؟ هل سيقال ذات المدير من مديريته لاكتشاف توفيره ميزانية الحضانة كي لا يبدد السلف فالبقاء للموفرين! هل يعوض أهالي الخدج الراحلين بديّات القتل الخطأ؟! لو أطرح الأسئلة ملء هذه الصحيفة لن يجيبني من صحة الباحة أحد، فقط أُذكِّر معالي وزير الصحة المكلف أن مليكنا سلمان -حفظه الله- في خضم اهتماماته الخارجية والداخلية المتواترة لوطننا، اجتمع به وبمسؤولي الوزارة لحثهم لتقديم خدمة صحية أفضل للمواطن.. السؤال هل مدير الشؤون الصحية بالباحة ضمن من حضر؟! ماذا يفعل هناك والموت يمر من هنا؟!. Twitter:@9abdullah1418 Asalgrni@gmail.com