أعني بالطبع عاصفة الحزم التي تم إنجاز مرحلتها الأولى العسكرية بكل احترافية وإتقان ودخلت مرحلة أخرى باسم "إعادة الأمل". منذ البداية قلنا ونقول، إن بلادنا ولله الحمد لم تطغَ شهوة الحرب على قادتها منذ تم توحيدها وتثبيت دعائمها بل سعوا ولا زالوا يسعون للسلم والاستقرار لمنطقتنا وعالمنا العربي تحديداً. لا أقول هذا الكلام جزافاً فالذي يقرأ تاريخ المنطقة العربية سيعرف دون كثير عناء بأن بلادنا المملكة العربية السعودية وبلدان الخليج هي الدول التي لم تخلق عداوات مع أحد ولم تعتدِ على أحد ولم تتدخل في الشؤون الداخلية لأحد. دولتنا سعت وتسعى للسلام والتفرغ لتنمية الإنسان لهذا غالباً ما تقوم بدور الإطفائي لنيران الخلافات السياسية بين الدول. اجتماع الفرقاء من أهل السياسة وقادة الأحزاب في لبنان في مؤتمر الطائف الشهير الذي أطفأ نيران الحرب الأهلية هناك، مؤتمرات المصالحة بين أمراء الحرب في أفغانستان، لقاءات القادة الفلسطينيين لإذابة الخلافات وتوحيد الصف ،المحاولات المتكررة للصلح بين الجارتين المملكة المغربية وجمهورية الجزائر التي كان يقودها الراحل الملك فهد رحمه الله، اللقاء العراقي الكويتي في جدة قبل غزو الكويت بأيام ومحاولة احتواء الأزمة. هذه المساعي الخيّرة المعلنة بالإضافة الى الأخرى غير المعلنة أصدق دليل على اتخاذ الحلول السلمية منهجاً سياسياً لحكومة بلادنا وحين قادت المملكة دول التحالف في عملية عاصفة الحزم كانت لأجل تلبية نداء الرئيس اليمني بإنقاذ اليمن من لصوصية الحوثي وتآمر المخلوع صالح وحماية الشعب اليمني ولم تكن المبادرة بالحل العسكري خياراً أولياً بل بعدما اُستنفِدتْ كل الحلول السلمية والدعوات للحوار التي تجاهلها الحوثي مستنداً على دعم الفرس عسكرياً وسياسياً فأخذته العزّة بالإثم وانتفخ غروراً فاستولى على السلطة بقوة السلاح وروّع الشعب اليمني وتجبّر عليه. أنجزت عاصفة الحزم مرحلتها الأولى في كسر شوكة الحوثي وعصابته وفتحت الباب من جديد للحلول السياسية وإعادة الأمل للشعب اليمني أو كما وصفها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في خطابه المتلفز من الرياض بأنها مرحلة (يمن جديد) يمن ما بعد عاصفة الحزم. لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net
مشاركة :